logo

رجل الإسلام وداعية التوحيد في إفريقيا

رجل الإسلام وداعية التوحيد في إفريقيا

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 48 قراءة

عبد الرحمن حُمود السميط

* نشأته:

ولد الدكتور عبد الرحمن حمود السميط في أسرة كويتية سنة (1366هـ/ 15 أكتوبر1947)، وبها نشأ.

أحب السميط القراءة منذ صغره، وإلى جانب ذلك كان متدينًا منذ أن كان في السادسة من عمره، كما أن اشتراكه في الكشافة لمدة 7 سنوات ترك في حياته بصمات واضحة من حيث التكوين الديني وتحمُّل المشاقّ والصبر على شظف الحياة.

التحق بكلية الطب في بغداد عام 1963، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول عام 1974، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي.

منذ عام 1983 تفرغ السميط للعمل الخيري في الكويت وخارجها، واستمر يعمل في الدعوة حتى طعن في السن وثقلت حركته وأقدامه، وأصيب بالسكري وبآلام في قدمه وظهره، استحالت في أواخر سنواته حالته الصحية غير مستقرة، وأخذ يعاني من توقف في وظائف الكُلى وخضع لعناية مركزة في مستشفى مبارك الكبير، واستمر على تلك الحال حتى توفي يوم الخميس (8 شوال 1434 هـ/ 15 أغسطس 2013).

* جهوده التأسيسية:

أسس السميط جمعية العون المباشر- لجنة مسلمي إفريقيا سابقًا -، حيث تولى منصب أمين عام لجنة مسلمي إفريقيا عام 1981، وواصل على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في عام 1999.

وشارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987، وعضوا مؤسسا في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضوا مؤسسا في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضوا في جمعية النجاة الخيرية الكويتية وعضوا بجمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الإفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا، ورئيس مركز دراسات العمل الخيري حتى وفاته.

كما ساهم في تأسيس فروع لجمعية الطلبة المسلمين في مونتريال وشيربروك وكويبك بكندا بين عامي 1974 و 1976.

* جهوده في نشر دعوة التوحيد:

حينما شعر السميط بخطر المجاعة يهدد المسلمين في إفريقيا وأدرك انتشار حملات التنصير التي تنتشر وسط فقرائهم في أدغال القارة السوداء آثر أن يترك عمله الطبي طواعية ليجسد مشروعًا دعويًّا وتنمويًا واستقطب معه فريقًا من المتطوعين الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الدعوي خدمة للتوحيد.

وكان من أسباب اهتمام السميط بإفريقيا دراسة ميدانية أكدت أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، فغالبيتهم خاصة أطفالهم في المدارس عرضة للتنصير والتحول إلى المسيحية، وهذا ما حدث بالفعل فقد نتج أن عشرات الآلاف في تنزانيا وملاوي ومدغشقر وجنوب السودان وكينيا والنيجر وغيرها من الدول الإفريقية اعتنقوا النصرانية وبقي آباؤهم وأمهاتهم على الإسلام!

ترك السميط حياة الراحة والدعة والحياة الرغيدة، وأقام في إفريقيا في بيت متواضع في قرية \"مناكارا\" بجوار قبائل \"الأنتيمور\"، يمارس الدعوة للإسلام بنفسه، دعوة طابعها العمل الإنساني الذي يكرس مبدأ الرحمة فيجتذب ألوف الناس لعقيدة التوحيد.

قضى السميط ربع قرن في إفريقيا وكان يأتي للكويت فقط للزيارة أو العلاج، حيث كانت سلسلة رحلاته في أدغال إفريقيا وأهوال التنقل في غاباتها محفوفة بالمخاطر؛ لأجل أن يحمل التوحيد لهذه القارة المبتلاة بالتنصير الكنسي.

وكان أكثر ما يؤثر فيه حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام وهم يسألون:

- أين أنتم يا مسلمون؟

- لماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟

 كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بالمسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على غير الإسلام .. فقطع على نفسه العهد أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى التوحيد هناك.

وقد أثمرت جهوده عن إسلام الآلآف في إفريقيا بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام فيها، ومنها قبائل كاملة، وزعماء قبائل ودُعـاة لأديان أخرى أسلموا وتحولوا إلى دعـاة للإسلام، وبسبب ذلك تعرَّض في إفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين الذين انتشلهم من براثن الشرك والوثنية وأدخلهم إلى حظيرة التوحيد.

* أهم إنجازاته:

وفضلًا عن عنايته بالدعوة إلى الإسلام وانتشال القبائل الإفريقية من براثن الشرك والوثنية فقد ساهم السميط في:

·       بناء ما يقارب 5700 مسجد، ورعاية 15000 يتيم، وحفر حوالي 9500 بئر للمياه في إفريقيا.

·       إنشاء 860 مدرسة، و 4 جامعات، و204 مركزا إسلاميا.

·       قام ببناء 124 مستشفى ومستوصفًاا و840 مدرسة قرآنية.

·       قام بدفع رسوم 95 ألف طالب مسلما وطباعة 6 ملايين نسخة من المصحف وتوزيعها على المسلمين الجدد.

·       توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف الشريف.

·       طبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات إفريقية مختلفة.

* جهوده العلمية:

 أصدر الدكتور عبد الرحمن حمود السميط عدة كتب يحمل غالبها هم الدعوة للتوحيد في إفريقيا، منها:

·       لبيك إفريقيا.

·       دمعة إفريقيا.

·       رحلة خير في إفريقيا رسالة إلى ولدي.

·       قبائل الأنتيمور في مدغشقر.

·       ملامح من التنصير دراسة علمية.

·       إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية.

·       السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات.

·       قبائل البوران.

·       قبائل الدينكا.

·       دليل إدارة مراكز الإغاثة.

 هذا بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نُشرت في صحف متنوعة.

* الأوسمة والجوائز:

 نال السميط عددًا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها - 750 ألف ريال سعودي - لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء إفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة.

* وختامًا نقول:

رحم الله الدكتور عبدالرحمن السميط، فقد كان داعية بعلمه وعمله وبخلقه وزهده، فلم يبغ من الدعوة إلا مرضاة خالقه، ولم يسمح لكسب شخصي أو إنتماء حزبي أن يشوب نقاء دعوته للتوحيد، بل كان هدفه كما عبر هو عنه:

\"... أنا على يقين بأنه لو توفرت الإمكانيات لاستطعنا أن نحقق خططنا خلال 25 عامًا، ونعيد الملايين في إفريقيا إلى الإسلام\".

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;