logo

العلامة عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمِيّ اليماني

العلامة عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمِيّ اليماني

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 47 قراءة

ذهبيّ العصر

يعتبر الشيخ عبد الرحمن المعلمي من العلماء الأفذاذ في هذا العصر الذين تصدوا لأهل البدع والضلال وفق منهج السلف الصالح، وكانت له كتب، وبحوث، ودراسات في هذا الصدد، حيث لُقِّبَ – رحمه الله – بـ \"ذهبي العصر\"؛ لتمكنه من فقه الجرح والتعديل، كما لقب بـ\"شيخ الإسلام\" في عصره؛ لبراعته في الرد على الفرق الضالة على نحو ما كان يفعل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله -.

اسمه ونسبه:

هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعلِّمي العتمي اليماني، ينسب إلى بني المعلم من بلاد عتمة باليمن.

مولده ونشأته:

ولد في سنة 1313هـ بقرية المحاقرة من ناحية عُتمة باليمن، ونشأ في بيئة متدينة صالحة، وقد كفله والداه وكانا من خيار تلك البيئة.

طلبه للعلم:

قرأ القرآن على رجل من عشيرته وعلى والده قراءة متقنة مجوَّدة وكان يذهب مع والده إلى بيت الريمي حيث كان أبوه يعلم أولادهم ويصلي بهم، ثم سافر إلى الحجرية وأدخل في مدرسة حكومية يدرس فيها القرآن والتجويد والحساب فمكث فيها مدة ثم قدم والده فأوصاه بقراءة النحو فقرأ شيئًا من شرح الكفراوي على الآجرومية.

ورجع مع والده وقد أتجهت رغبته إلى قراءة النحو، فاشترى كتبًا في النحو، وأخذت معرفته تتقوى وحصلت له ملكة جيدة، ثم ذهب إلى بلده الطفن وأشار عليه والده بأن يبقى مدة ليقرأ على الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن سليمان المعلمي فلازمه وقرأ عليه الفقه والفرائض.

ثم سافر إلى الحجرية، وبقى فيها مدة يحضر بعض المجالس يذاكر فيها الفقه، ثم رجع إلى عتمة وعمل بالقضاء.

أعماله ورحلاته:

ارتحل إلى جيزان سنة 1336هـ وتولى رئاسة القضاء، وعمل بالتدريس، ثم ارتحل إلى الهند، وعُيِّنَ في \"دائرة المعارف العثمانية\" (بحيدر آباد الدكن) قرابة الثلاثين عامًا، ثم سافر إلى مكة عام 1371هـ، فعين أمينًا لمكتبة الحرم المكي في شهر ربيع الأول من نفس العام.

أثر الشيخ في إحياء كتب السنة والرجال:

قضى المعلمي رحمه الله شطرًا كبيرًا من حياته بين الورق والمداد وكتب السنة والرجال صابرًا مثابرًا مرابطًا محتسبًا، في سبيل إحياء كتب السلف أملًا في إحياء الأمة التي كانت تغط في سبات عميق، غارقة في ظلمات التعصب والتقليد والخرافة.

فكان الشيخ - رحمه الله - يسعى سعيًا حثيثًا لإحياء كتب السلف الصالح لاسيما كتب السنة والرجال والتراجم وذلك سعيًا منه لإحياء مدرسة أهل الحديث التي يقوم عمادها على الكتاب والسنة الصحيحة.

وقد قام الشيخ بتحقيق عدد من كتب السنة والرجال والتواريخ إما استقلالًا أو مشاركة لغيره، وما من منصف مشتغل بعلوم الحديث أو له إطلاع على كتبه إلا ويعترف للمعلمي بالفضل والمكانة ورسوخ القدم في مجال تحقيق كتب السلف لاسيما كتب السنة والرجال.

فمن مؤلفاته المطبوعة:

·       طليعة التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل.

·       التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل؛ في مجلدين.

·       رسالة في مقام إبراهيم وهل يجوز تأخيره.

·       الأنوار الكاشفة بما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة.

·       القائد إلى تصحيح العقائد.

ومن مؤلفاته المخطوطة:

·       إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام.

·       كتاب العبادة.

·       أحكام الكذب.

ومن الكتب التي قام بتحقيقها وتصحيحها والتعليق عليها:

·       التاريخ الكبير للبخاري إلا الجزء الثالث.

·       تذكرة الحفاظ للذهبي.

·       الجرح والتعديل لابن حاتم.

·       كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي.

·       المعاني الكبير في أبيات المعاني لابن قتيبة.

·       الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني.

وقد وفَّق الله تعالى مجموعةً من أهل العلم لاستخراجِ كنوز هذا العالِم من مكنوناتها، وإظهارها بعد أنْ لم يكن يظهرْ منها إلَّا الشيء اليسير، فقاموا بمشروع ضخم استمرَّ العمل فيه عشرَ سنوات؛ ليتمخَّض هذا العمل الدؤوبُ والجهد الكبير عن موسوعةٍ ضخمةٍ اشتملتْ على خمسةٍ وعشرين مُجلَّدًا، خرجت بعنوان\" آثار الشَّيخ العلَّامة عبد الرحمن بن يحيى المُعلِّمي\".

عقيدته السلفية ومنافحته عنها وجهوده في نشرها:

الناظر في كتابات الشيخ وتحقيقاته يتضح له جليًا ما كان عليه الشيخ من عقيدة سلفية واتباع لخير البرية وأنه على عقيدة الفرقة المرضية أهل السنة والجماعة.

بل كان الشيخ - رحمه الله - من المنافحين عن عقيدة السلف، حيث كان من العلماء القلائل الذين بلغوا في إتقان مباحث العقيدة والمعرفة بالفرق المخالفة وأصولهم.

فتجده في كتاب \"القائد إلى تصحيح العقائد\" يقرر عقيدة السلف، ويبطل ما خالفها من كلام الفرق المخالفة ويجادلهم بالحجة والبرهان، مقتفيًا أثر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مناقشاته وردوده على أهل الكلام.

* وكذلك تظهر جهود الشيخ - رحمه الله - في نشر عقيدة السلف من خلال كتب العقيدة التي حققها أو شارك في تحقيقها ومن ذلك:

·       الجواب الباهر في زوار المقابرلشيخ الإسلام ابن تيمية.

·       لوامع الأنوار البهية في عقيدة الفرقة المرضية للسفاريني.

·       الرد على الإخنائي لابن تيمية.

 * وكذلك من خلال الردود التي كتبها في الرد على المبتدعة والزنادقة، وفيها يتضح نفسه السلفي جليًا وغيرته على عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ذلك:

·       القائد إلى إصلاح العقائد.

·       إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام.

·       الرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود.

·       مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

·       أثنى على الشيخ - رحمه الله - عدد كبير من معاصريه من أهل العلم والفضل وشهدوا له برسوخ القدم في علوم الحديث وضربه بقصب السبق في خدمة السنة النبوية وإحياء كتب الرجال والتواريخ وغيرها.

·       وقد وصفه غير واحد من أهل العلم: بـ العلامة المحقق، والعالم العامل، وخادم الأحاديث النبوية، وبأنه ثقة عدل.

·       ومن هؤلاء العلماء الذين أثنوا عليه الشيخ عبد القدير محمد الصديقي القادري شيخ كلية الحديث في الجامعة العثمانية بـ حيدر آباد الدكن بالهند حيث حصل المعلمي منه على إجازة قال فيها بعد الحمد والثناء على النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأخ الفاضل والعالم العامل الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني، قرأ عليَّ من ابتداء صحيح البخارى، وصحيح مسلم، واستجازني ما رويته عن أساتذتي، ووجدته طاهر الأخلاق، طيب الأعراق، حسن الرواية، جيد الملكة في العلوم الدينية، ثقة عدلًا، أهلًا للرواية بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث، فأجزته برواية صحيح البخاري وصحيح مسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود وابن ماجه والنسائي والموطأ لمالك رضي الله عنهم.

·       وممن أثنوا عليه الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية، حيث وصفه بـ العالم خادم الأحاديث النبوية.

·       وقال عنه الشيخ بكر أبو زيد: ذهبي عصره العلامة المحقق.

·       وقال أيضًا: تحقيقات هذا الحبر نقش في حجر، ينافس الكبار كالحافظ ابن حجر، فرحم الله الجميع ويكفيه فخرا كتابه [التنكيل].

وفاته:

بعد حياة حافلة بخدمة العلم ونشر السنة والذب عن حياضها والرد على أهل البدع والأهواء، توفي الشيخ صبيحة يوم الخميس السادس من شهر صفر عام 1386هـ، عن عمر يناهز ثلاث وسبعون سنة حيث أدى صلاة الفجر في المسجد الحرام وعاد إلى مكتبة الحرم حيث كان يقيم رحمه الله رحمة واسعة.

ومن المؤلفات التي تناولت جهوده العلمية:

1/ \"منهج المعلمي وجهوده في تقرير عقيدة السلف\"، للباحث أحمد علي بن يحي بن بيه، وهي رسالة علمية أعدها لنيل الماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عام 1410هـ.

2/ \"الشيخ عبد الرحمن المعلمي وأثره في السنة ورجالها\"، وهي رسالة ماجستير للباحث منصور السماري في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1412هـ.

3/ \"جهود الشيخ عبد الرحمن المعلمي في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها\"، وهو بحث علمي كتبه الدكتور فهد بن عبد العزيز بن عبد الله السنيدي الأستاذ بكلية التربية – جامعة الإمام سعود.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;