logo

حوار مع الشيخ محمد بن حسن بن عبداللطيف آل الشيخ

حوار مع الشيخ محمد بن حسن بن عبداللطيف آل الشيخ

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 47 قراءة

يكتسب الحوار مع معالي الشيخ محمد بن حسن بن عبداللطيف آل الشيخ - رحمه الله -عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أهمية خاصة في هذا الوقت بالذات الذي تثار فيه الكثير من القضايا المهمة والحساسة، بل والشائكة جدًّا، والتي يتطلع فيها الناس لمعرفة رأي كبار العلماء، إضافة إلى اختلاط الأمور على البعض من فتاوى الإنترنت المتضاربة، و(فتاوى الفضائيات الصاخبة)، الأمر الذي يوجِد بعض (الشك) لدى أناس يستمعون لرأي هنا، وآخر معاكسًا له تمامًا هناك.

لقد سبق وطرحت صحيفة \"الجزيرة\" السعودية على معاليه قضية الاختلاف بين العلماء، ولماذا التضارب في الفتاوى؟! وسر شهرة بعض الدعاة رغم قلة علمهم، وتواري كبار العلماء عن الإعلام على الرغم مما يتمتعون به من علم وفقه وقدرةٍ على الاجتهاد، لكن القضية الأهم التي طرحناها على فضيلته كانت حول الفجوة بين بعض الشباب وبعض كبار العلماء .. لماذا؟! وما هي أسبابها؟! وهل ما زالت؟! ومشكلة الترويج للعزوبية بين الشباب، وقضية الحوار بين الأديان، والخطاب الإسلامي المعاصر، وتفعيله، وتطويره، وفوائد البنوك ...

وفيما يلي نص الحوار الشامل الذي أُجرى في ديسمبر 2005م مع معالي الشيخ محمد آل الشيخ - رحمه الله -:

*  تتعدد الفتاوى وتتباين بين المشايخ من بلد لآخر، بل أحيانًا في البلد الواحد .. إلى ماذا تعزو اختلاف الفتاوى الجوهرية بين مُفْتٍ وآخر؟

 - ليس تعدد الفتاوى واختلاف العلماء أمرًا حادثًا، فهو أمر معروف بين العلماء قديمًا وحديثًا، وسبب الخلاف بين العلماء الاختلاف في الفهوم؛ كما قال تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}، فهذا الخلاف وقع بين نبيين من أنبياء الله عليهم السلام، لكن ينبغي أن يُعلم أن الاختلاف نوعين:

 - النوع الأول: اختلاف تضاد، وهذا النوع لم يأتِ في النصوص البتة، ولا يمكن أن يقع.

 - النوع الثاني: اختلاف تنوع، وهو الاختلاف الواقع بين الفقهاء، وهذا النوع ليس مذمومًا، لكن قد يصير مذمومًا إذا تحول إلى النوع الأول بحيث إن كلًّا من المختلفين يرد ما مع الآخر من الحق، أو يعادي بسببه.

وأما تقسيم الاختلافات إلى جوهرية وغير جوهرية فلا أساس له.

*  هناك من يرددون أن الفقه الإسلامي في حاجة إلى التجديد والاجتهاد حتى يتواكب مع تطورات العصر ومستحدثاته، فما رؤيتكم لإخراج فقه إسلامي جديد يتناسب مع المرحلة؟

 - إن الله تعالى تكفل بحفظ هذا الدين وحفظ هذه الشريعة فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وأكمل لنا الدين فقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}، وجاء الكتاب شاملًا لكل صغيرة وكبيرة يحتاج الناس إليها كما قال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}، فالدين ليس هو بحاجة إلى زيادة، وليس هو بحاجة إلى إكمال، ولا قصور فيه بوجه من الوجوه، وإنما القصور في الفهم؛ ولذا فإن القول: إن الفقه الإسلامي يحتاج إلى إخراجه إخراجًا يتناسب مع المرحلة يحتاج إلى تفصيل، فإن كان المراد التجديد في الأصول، فهذا غير سائغ شرعًا؛ لأن الأصول التي هي الكتاب والسنة وإجماع العلماء لا يجوز القول بتجديدها، أو النظر في إمكانية الاستدلال بها أو عدمه.

 وأما إن كان المراد به إعادة صياغته تأليفًا وتصنيفًا بما يناسب مستوى الناس وعقولهم في الوقت الحاضر فهذا لا مانع منه، وإذا نظرنا إلى العلوم المختلفة على مدى العصور وجدنا التجديد إنما هو في طريقة الإخراج، أما المحتوى فهو ثابت.

 خذ على سبيل المثال \"الرسالة\" للإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - إذا قرأها القارئ وجد فيها ما يحتاجه من أصول الفقه، ومن جاء بعده إنما هم عيال عليه، وأنت إذا قرأت كتابات من بعده في هذا الباب وجدت أن المحتوى واحد لكن الأسلوب مختلف.

 وانظر \"الكتاب\" لسيبويه في النحو تجده هكذا فمن بعده عيال عليه لكن أساليبهم اختلفت.

*  موقف دار الإفتاء لدينا حيال ما حدث في البلاد من قضايا اجتماعية واقتصادية لم يكن واضحًا بل مغيبًا، فهل السبب من العلماء أم من وسائل الإعلام ذاتها؟

 موقف الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء واضح - ولله الحمد - وظاهر للناس، فقد أصدرت هذه الرئاسة ما ترى أن فيه كبتًا للفتن، وتوجيها للشباب والمجتمع، وليس موقفها مغيبًا، بل هو ظاهر للناس كلهم.

* هل هناك خطة استراتيجية ستنتهجها دار الافتاء والمؤسسات الشرعية لتربية جيل مسلم بعيد عن التطرف والغلو؟

- لا شك أن جميع الدوائر الرسمية في المملكة العربية السعودية بما فيها الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء قد وضعت نصب أعينها خططًا استراتيجية بعيدة المدى لتربية الجيل المسلم، وهذا ليس وليد هذه الأيام، بل هو الذي على أساسه أنشأ ولاة الأمر في هذه البلاد هذه الدوائر بدءًا من جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى عصرنا هذا.

فتربية الجيل المسلم هَمُّ الدولة، وهم المواطن، والعمل ولله الحمد جار على قدم وساق في جميع الدوائر، وهذا من فضل الله تعالى علينا في هذه البلاد، والله ذو الفضل العظيم.

*  ما هو السر في نجاح بعض الدعاة في إيصال رسالتهم الدعوية وتهافت الناس على سماع محاضراتهم دون غيرهم من أصحاب العلم والفضل؟ ومَن المسؤول عن هذا النجاح؟

 - أولًا: تقسيم الناس إلى طائفتين: دعاة وعلماء يحتاج إلى دليل، فالداعية عالم والعالم في الأصل هو داعية، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، فهذا تقسيم فيه نظر.

 لكن لو قيل: طلبة علم وعلماء لكان هو التقسيم الصحيح المعروف.

 - ثانيًا: كون بعض الناس يتوجه الناس إلى محاضراته وكلماته والبعض الآخر يقل من الناس الحضور عنده، فإنه لا يعني فضل هذا على ذاك لا علمًا ولا دينًا، وإنما لبعض الناس طرائقهم في العرض، وأساليبهم في الأداء، ولهذا وجدنا بعض مَنْ يقلّ علمهم عن غيرهم - وفي كلٍّ خير - يحضر عنده خلق كثير لا لما يطرحه من العلوم، ولكن لأن بعض الحضور يروق له سماع ما يأتي به هذا المتكلم من قَصص وأخبار وطرائف وغير ذلك؛ هذا وإني بهذه المناسبة أحث إخواني على الحرص على إيصال العلم للحضور بالطريقة الشرعية، كما أحث المستمع على الاستماع لمن يفيد منه العلم، فالقصص والأخبار والحكايات موجودة في كتب التواريخ والأدب والسير، ويمكن لطالب العلم الوقوف عليها بيسر، أما المسائل العلمية وطرائق الاستنباط ونحوها فهذه لا بد لها من معلم يأخذ بيد طالب العلم؛ ولذا فينبغي لطالب العلم أن يأخذ العلم بقوة كما قال تعالى مخاطبًا نبيه يحيى عليه السلام: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ{.

 * يتناقل الناس الحديث عن فجوة بين العلماء والشباب مما ولِّد كثيرًا من المشكلات الفكرية، ما رأيكم في ذلك؟ وكيف يمكن حماية عقول الشباب من الانحرافات الفكرية والعقدية؟

 الشباب هم أبناء العلماء وتلامذتهم، ولا يُتصور وجود هذه الفجوة بينهم، نعم قد يوجد فجوة بين شاب وشابين وبين بعض العلماء، وهذا شيء طبيعي يوجد حتى بين بعض الأبناء وآبائهم، أما هذا التعميم فهو تعميم غير مقبول، ولا أدل على ذلك من تهافت الشباب على العلماء في بيوتهم ومكاتبهم ومساجدهم وحضور دروسهم ومحاضراتهم، واستشاراتهم إياهم فيما ينوبهم وطلب الفتيا منهم.

 أما كيف نحمي الشباب من الانحراف الفكري والعقدي فهذا جوابه في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة\"، فالشباب يربون على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويحذرون من مغبة الانجراف وراء فكر ومعتقد، ويرسخ في أذهانهم مبدأ تعظيم فهم السلف لهذين الوحيين، فإنهم بلا ريب أقرب إلى ذلك ممن جاء بعدهم.

*  كيف يمكن للعالم أن ينأى برأيه الشرعي عن تأثيرات المجتمع وما تمارسه الرؤية الاجتماعية من تأثير تجاه قضية معينة؟

- العالم هو الذي يؤثر في المجتمع وليست الضغوط الاجتماعية، أو أي مؤثرات أخرى هي التي تغير المنهج الشرعي الذي يحمله العالم؛ لذا فإن العالم إذا كان مستمسكه الكتاب والسنة - كما هي الحال - والحمد لله - في علماء هذه البلاد - وكان المجتمع مجتمعًا إسلاميًّا كمجتمعنا فإن المؤثر هو الدليل الشرعي الذي يستدل به العالم، وإذا اختلف الناس في شيء فمردهم إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} ولهذا يكون هناك بعض الأوضاع الخاطئة، أو يحدث أمر من الأمور الخاطئة في المجتمع فإذا تكلم فيها العالم رجع الناس عنها.

* انتشر الآن بين فئة من الشباب أفكار ومفاهيم غريبة تصرفهم عن الزواج وتروج لحياة العزوبية وما فيها من حرية، ما موقف الإسلام من هذه الدعوة؟

- هذه الدعوة مخالفة لنصوص الكتاب والسنة الحاثة للشباب على الزواج. قال تعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} وقال تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء\" وإني أحذر إخواني من تبني أي دعوة مخالفة للنصوص، ففيها خطر عظيم على الدين، والواجب التعاون على البر والتقوى، ومنه التعاون على أمر الزواج وتيسيره على الشباب، واستبعاد المعوقات التي تمنعه.

* مجتمعاتنا الإسلامية تفتقد الداعيات المثقفات بسبب بعض الفتاوى الذكورية، مقولة أطلقتها إحدى الداعيات، فهل تتفقون مع تلك المقولة؟ ولماذا لا نجد في ساحة العمل الدعوي جيلًا جديدًا من الداعيات المثقفات؟

- إن إطلاق هذه المقولة من الأمور المستغربة، فمن قال: إنه ليس في مجتمعنا داعيات؟ المرأة داعية في بيتها، والمرأة داعية في مدرستها، والمرأة داعية في جامعتها، والمرأة داعية في كل مكان لا اختلاط لها فيه بالرجال، ونحن - ولله الحمد - نرى أثرًا كبيرًا للنساء في هذه البلاد في مجال الدعوة إلى الله تعالى.

ولا أعرف أن هناك فتاوى ذكورية - حسب تعبير السؤال - يمنع من هذا فعلماؤنا في هذه البلاد يحرصون على أن تكون المرأة داعية في كل مكان، وكيف يمنعون من هذا والله تعالى يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وهذا داخل فيه الذكر والأنثى. وإنما الذي يمنع منه ما يكون فيه مساس بالمرأة وحرمتها، والداعية دائمًا تنأى بنفسها عن هذا.

* يتداعى كثيرون من علماء الإسلام ومفكريه لتنشيط مسيرة حوار الأديان والحضارات في مواجهة دعاوى الصراع والصدام، فكيف ترى أهمية الحوار؟ وما هي الأهداف التي ينبغي تحقيقها منه؟

- دين الإسلام دين السلام، وليس الصراع والقتال هو الغاية في هذا الدين، بل إذا وقع الجهاد فإنما يقع بعد بذل الأسباب المانعة التي إذا وجدت امتنع القتال، وإذا استنفدت جاز حينئذ، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصي قواده أن يدعوا الكفار للإسلام، فإن امتنعوا فالجزية، فإن امتنعوا فالقتال.

والقتال في الإسلام إنما شرع لإيصال كلمة الله تعالى لجميع الخلق حتى تكون كلمة الله هي العليا، ولإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

ولهذا شرع الإسلام الحوار مع أهل الديانات الأخرى؛ كي يحفظ الدماء والأموال، فأمر جل وعلا بالجدال بالتي هي أحسن، وهذا نوع من الحوار، حاول النبي- صلى الله عليه وسلم - خلقًا كثيرًا سواء كانوا من أهل الكتاب كاليهود في المدينة ونصارى نجران وغيرهم، أو كانوا كفارًا وثنيين كمحاورته - صلى الله عليه وسلم - لأبي جهل وغيره من العرب.

فالحوار مشروع في الإسلام، لكن ينبغي أن يعلم أن الحوار لا يعني التنازل عن شيء من دين الإسلام، وإنما الحوار للدعوة إلى الله تعالى.

وأعظم هدف ينبغي أن يصبو إليه المحاور هو بيان الحق والدعوة إلى الإسلام.

 * تتزايد الدعوات في هذه الآونة إلى تطوير الخطاب الإسلامي خاصة الموجه إلى غير المسلمين؛ لدعم جهود الأمة في مواجهة الحملة العدائية الغربية على الإسلام والمسلمين، فكيف ترون الأسس اللازمة لنجاح تطوير الخطاب الإسلامي؟

- الخطاب الإسلامي الموجه لغير المسلمين ليس بحاجة إلى تطوير، لكن ينبغي أن تزاح الغشاوة عن أعين الغربيين لبيان ما هو خطاب إسلامي وهو الذي جاء في الكتاب والسنة وبين ما يدعى أنه خطاب إسلامي، وليس هو كذلك، فلو أن الغرب اطلع على الخطاب الإسلامي حقيقة كما جاءت بها النصوص لكان له موقف آخر غير الموجود اليوم، ولكن الخطاب الإسلامي صار كل حزب وطائفة وتجمع ومذهب يدعيه حتى صار مشوشًا في أذهان حتى بعض المسلمين، فكيف بغيرهم؟ 

* هناك قضايا لا تزال محل خلاف كفوائد البنوك ونقل الأعضاء فنجد من يحرمها ومن يحللها، فماذا يفعل المسلم في هذه الحالة وأي فتوى يتبع، وما الخلاص من هذا التعارض؟

- هناك نوازل تجتمع لبحثها الهيئات العلمية كهيئة كبار العلماء، ومجمع الفقه الإسلامي ونحوها، وتناقشها من جوانبها المختلفة وتصدر الحكم فيها، وهذه كثيرة، ومنها مسألة نقل الأعضاء، فهذه المسألة تحتاج إلى الهيئات العلمية لدراسة ما يتعلق بها من جميع الجوانب.

وهناك مسائل هي محل خلاف بين أهل العلم، فالعامي وطالب العلم المبتدئ على مذهب مفتيه، لكن ينبغي أن يجتهد في اختيار المفتي، فلا يكون اختياره للمفتي يكون هذا متساهلًا أو لكونه يعلم بفتواه من قبل ونحو ذلك، بل ينبغي أن يبحث عن الأعلم والأكثر تحريًا ودقة واحتياطًا، فإذا اجتهد في هذا وأفتاه فهو على مذهب مفتيه.

*  ظهر ما يسمى بفتاوى الإنترنت التي تصدر عن أناس لا يعرف لهم أصل علمي أو حتى مجهولي الهوية، وقد أثرت هذه الفتاوى في الشباب، ماذا تقولون لمن اتبع هذه الفتاوى؟

- ما أجاب بعض السلف حين قال: \"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم\".

وهذه الفتاوى أثرت في لكثيرا من الشباب تأثيرًا كبيرًا لا يشك في أثره، ولا ريب أن المتبعين لهذه الفتاوى ممن قل نصيبهم من العمل فاغتروا بهذه الفتاوى التي تصدر، وبخاصة إذا كانت فتاوى فيها شيء من الجرأة والإثارة.

 ولهذا فإني أنصح طلاب العلم أن يرجعوا إلى علمائهم فيما ينوبهم من الأمور، وقد شاهدنا أثر هذا الرجوع في شباب بلدنا المملكة العربية السعودية، فوجدنا ولله الحمد فيهم الانضباطية، والوسطية والاعتدال مع التمسك بالدين الحنيف.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;