توبة زينو من ضلالات الصوفية إلى نور العقيدة السلفية
- asd
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 352 قراءة
الشيخ محمد جميل زينو - حفظه الله - عرفناهُ من خلالِ مؤلفاتهِ النافعة التي تُعنى بنشرِ العقيدة السلفيّة النقية، وبيانها بأسلوبٍ واضحٍ بسيط، وقد نفع الله بهذه المؤلفات، وهدى بها من الضلالةِ بإذنهِ... وللشيخ قصّتهُ مع الهدايةِ إلى هذه العقيدةِ الصحيحةِ، وقد رواها بنفسهِ، [في كتابهِ كيف اهتديت] وقد أطال في ذكرِ قصتهِ والتعليقِ على أحداثها، وقد ذكرتها باختصار وتصرّف يسير.
قال:
ولدتُ في مدينةِ حلب بسورية، ولما بلغت العاشرة من عمري التحقتُ بمدرسة خاصة تعلمت فيها القراءة والكتابة، ثم التحقت بمدرسة دار الحفّاظ لمدّة خمس سنين حفظتُ خلالها القرآن الكريم كاملاً ولله الحمد، ثم التحقت بما يسمى آنذاك بالكلية الشرعية التجهيزية – وهي الآن الثانوية الشرعية- وهي تابعة للأوقافِ الإسلامية، وهذه المدرسة تجمع بين تدريس العلوم الشرعية والعصرية.
وأذكر أنّني درست فيها علم التوحيد في كتاب اسمه: \"الحصون الحميدية\" ، والذي يقرّر فيه مؤلفهُ توحيد الربوبية، وأن لهذا العالم رباً وخالقاً! وتبين لي فيما بعد خطأ هذا المنهج في تقرير العقيدة، فإن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا مقرين بأن الله هو الخالق الرازق: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ..}، بل إن الشيطان الذي لعنه الله كان مقراً بذلك، {قال رب بما أغويتني ..}، أما توحيد الألوهية الذي هو الأساس والذي به ينجو المسلم، فلم أدرسه ولا كنت أعلم عنهُ شيئاً.
كنت نقشبندياً:
لقد كنت منذ الصغر أحضر الدروس وحلقات الذكرِ في المساجد، وقد شاهدني شيخ الطريقة النقشبندية فأخذني إلى زاوية المسجد، وبدأ يعطيني أوراد الطريقة النقشبندية؛ ولكن لصغر سني لم أستطع أن أقوم بها، لكني كنت أحضر مجالسهم مع أقاربي في الزوايا، وأستمع إلى ما يردّدونهُ من أناشيد وقصائد، وحينما يأتي ذكر اسم الشيخ كانوا يصيحون بصوتٍ مرتفعٍ، فيزعجني هذا الصوت المفاجئ، ويسبب لي الرعب والهلع، وعندما تقدمت بي السن بدأ قريب لي يأخذني إلى مسجدِ الحيّ لأحضر معه ما يسمى بالختمِ، فكنا نجلسُ على شكلِ حلقةٍ فيقوم أحد الشيوخ ويوزع علينا الحصى، ويقول: \"الفاتحة الشريفة، الإخلاص الشريف\"، فنقرأ بعدد الحصى سورة الفاتحة والإخلاص، والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصيغةِ التي يحفظونها، ويجعلون ذلك آخر ذكرهم. ثم يقول الشيخ ذكرهم، لأن الشيخ – بزعمهم- هو الذي يربطهم بالله؛ فيهمهمون، ويصيحون، ويعتريهم الخشوع، حتى إن أحدهم ليقفز فوق رؤوس الحاضرين كأنّه البهلوان من شدّة الوجد ... إلى آخر ما كانوا يفعلونهُ من البدعِ المحدثةِ التي ما أنزل الله بها من سلطان.
كيـف اهتديت إلى التوحيد؟
كُنتُ أقرأ على شيخي الصوفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: \"إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله\".
فأعجبني شرح النووي حين قال:
\"ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه، كطلبِ الهداية والعلم .. وشفـاء المرض وحصول العافية سأل ربه ذلك. وأما سؤال الخلق والاعتمـاد عليهم فمذموم\".
فقلت للشيخ:
هذا الحديث وشرحه يُفيدان عدم جواز الاستعــانة بغير الله فيما لا يقدر عليهِ إلا الله.
فقال لي:
بل تجوز!!
قلت:
وما الدليل؟
فغضب الشيخ وصاح قائلاً:
إن عَمتي تقول يا شيخ سعد (وهو من الأولياء المزعومين الأموات)، فأقول لها: يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول:أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!
فقلت لهُ:
إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب، ثُم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة!!
فقال لي:
عندك أفكـار وهابية! (نسبة إلى الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله)
وكُنتُ لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ، فيقولون عنهم إنهم مخالفون للناس، لا يؤمنون بالأوليــاء وكراماتهم المزعومة، ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. إلى غير ذلك من التهم الكثيرة الكاذبة التي لا حقيقة لها.
فقلت في نفسي:
إذا كانت الوهابية تؤمن بالاستعــانة بالله وحده، وأن الشافي هو الله وحده، فيجب أن أتعرّف عليها.
وبحثت عن هذه الجماعة، فاهتديت إليها. كان لهم لقاء مساء كل خميس يتدارسون فيه التفسير والفقه والحديث، فذهبت إليهم بصحبةِ أولادي وبعض الشبــاب المثقّف .. فدخلنا غرفة كبيرة .. وجلسنا ننتظر الدرس .. وبعد برهة من الزمن دخل الشيخ، فسلَّم علينا، ثم جلس على مقعده، ولم يقم لهُ أحد؛ فقلتُ في نفسي: هذا الشيخ مُتواضعٌ، لا يُحِب القيام.
بدأ الشيخ درسه بقوله:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. إلى آخرِ الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية الفصحى، ويورد الأحــاديث، ويبين صحتها وراويها، ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلما ذكر اسمه. وفي ختامِ الدرسِ وجهت لهُ الأسئلة؛ فكان يُجيبُ عليها بالدليل من القرآن والسنة، ويناقش بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً أو متكلماً، ثم قال في آخر درسه: الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون، وبعض الناس يقولون: إننا وهابيون، فهذا تنابز بالألقاب، وقد نهانا الله عن هذا بقوله: {ولا تنابزوا بالألقابِ} .
ولما انتهى الشيخ من درسهِ خرجنــا ونحن مُعجبين بعلمهِ وتواضعهِ، وسمعت أحد الشبابِ يقول:
هذا هو الشيخ الحقيقي.
ومن هنا بدأت رحلتي إلى التوحيدِ الخالصِ، والدعوةِ إليهِ، ونشرهِ بين الناس اقتداء بسيدِ البشرِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وإني لأحمد الله عز وجل الذي هداني لهذا، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله، والحمد لله أولاً وآخراً.
____________
المصدر: صيد الفوائد
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق