logo

حوار مع عائد من النصرانية! (3من3)

حوار مع عائد من النصرانية! (3من3)

  • حاوره: الشيخ فريد وعمار رقبة
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 118 قراءة

·       البداية كانت بداعي الفضول ولم أكن أملك علما.. وكانت النتيجة وقوعي في التنصير!

·        دخولي في شبهات لست أهلا لها.. مع غياب دور الأئمة.. أدى لانحرافي عن الحق!

·       رجعت إلى الإسلام بعد اكتشافي أن كل الشبهات التي لفقت له كانت كذبا وزورا.. بأساليب ومراوغات شيطانية!

·       أدخل المنصّرون مصطلحات وعادات نصرانية خطيرة في التراث الجزائري تهدد عقيدة الأجيال القادمة!

·       المسيحي المعتنق يعطي من مدخوله 10% إلى الكنيسة  دفاعا عن العقيدة الفاسدة!

يمتد الحوار الشائق المؤثر مع الشاب الجزائري محمد عباش.. العائد من ظلمات التنصير إلى نور الإسلام الدين الخاتم.. حيث يتحدث في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة عن الصراع النفسي وبواكير الانتباه.. ومن ثم العودة إلى دين الحق...

س: متى بدأ عقلك يتحرك؟

ج: العقل لم يتوقف عن التفكير بل قل: متى بدأت أستمع إليه؟!

الشرارات الأولى: يوم بدأت أكتشف أن صور المحبة والمودة والمثالية التي كنت أراه في تلك الأسرة الجديدة ما هي إلا سراب، بل هم أشخاص عاديين مثلهم مثل كل الناس يصيبون ويخطئون يحسنون ويسيئون، يسيئون الظن، يعبثون فيما بينهم، يحبون المال والمادة... إلخ.

وكلما تساءلت وطرحت السؤال عليهم: لماذا إذا رأينا مسلما يرتكب خطأ نتهم الإسلام؟!.. فيكون الرد: \"من ثمارهم تعرفونهم...، هكذا لكل شجرة جيدة تضع ثمارا جيدة، وأما الشجرة الرديئة فتضع ثمارا رديئة\" متى إصحاح 7 الآية 16-17!

وعندما يرتكب النصراني خطأ يقولون: لا هذا من النفس!

فلماذا الكيل بمكيالين؛ نخطئ هذا ونبرأ ذاك؟!

وفي الحقيقة ووفق تعاليم الإنجيل فإن الأوْلى الذي لا يحق منه الوقوع في الخطأ هو النصراني، لأن المسيحي مشبع بروح القدس، فإذا كان فيك روح الله لا يمكن أن يكون فيك روح الشيطان، ولن تصدر منك الخطيئة لأن روح القدس يبكتك (يعصمك) عن الخطيئة.

وإذا فتحنا باب التناقضات فإن الحديث لن يتوقف وسنفتح ملفا ضخما لن يستوعبه هذا الحوار.

والسبب الآخر الذي ساعدني في السماع للعقل أني كنت أتعمق في بحثي ولم ألتزم بكنيسة واحدة بل كنت أتنقل إلى عدة كنائس ففوجئت بأن كل كنيسة تكذب الأخرى وتتهما بالهرطقات وأعمال الشيطان لأنها تقوم بفعل المعجزات والخوارق والمشكلة أن الإنجيل يقول \"الشيطان لا يقدر على صنع المعجزات\".

وإذا كان ذلك المسيحي يصنع فيه الشيطان، فهذا لا يصلح مع مسألة أخرى وهي كي تتمكن من قول أن عيسى هو ابن الله، لا يمكن أن تقولها دون أن يحل فيك روح القدس، وبدونه لا يمكن أن تعلنها.

فإذا استطاع إنسان أن يعلن أن يسوع هو الله وابن الله معنى ذلك أن فيه روح الله، و لا يمكن أن تكون فيه روح الشيطان، فإذا صنع معجزة فتلك روح القدس هي التي صنعتها وليس الشيطان، أما إذا كان بمقدور الشيطان أن يكون فيه، فإن روح القدس غير موجودة وإذا كان غير موجود فإن هذا الإعلان ليس بالضرورة روح القدس.

 س: كيف تغير قراءتك للإنجيل بعدما كنت تسأل عما فيه بحجية أن روح القدس سيجيبك؟

ج: الإنجيل أو الكتاب المقدس كنت أقرأه حرفيا فهو غير معقول لكن هي تفاسيري أنا من كان يفسرها وكنت أنسبها لروح القدس، كما برمجت، لأني بمجرد تسليمي الأعمى لكل ما في الكتاب المقدس كنت أجد تفسيرات وإجابات للتناقضات التي كنت ألتقي بها فأعطيها مفهوم آخر لا يتفق مع مفهوم اي نصراني آخر، فعندما ألتقي بنصوص من الإنجيل التي يتحدث فيها المسيح كإنسان، أقول ويقولون لك: لا بل المسيح فيه شخصيتان لاهوت وناسوت وهلم جرّ.

طبعا، في بادئ الأمر ولتخذيرك لن يتكلموا معك لا من قريب ولا من بعيد عن هذه الأمور الألوهية، البنوة والتثليث ويقولون هذه أمور روحية لا يمكنك فهمها بالتفكير الحسي (العقل) ويركزون على كسب العواطف بالنصوص الجميلة الجذابة من أقوال السيد المسيح عليه السلام، وقديما قالوا \"كسب العواطف قبل كسب المواقف\".

 س: ومن الناحية النفسية وأنت لا تزل نصرانيا وتمر بمثل هذه الاكتشافات كيف كنت تشعر؟

ج: هذا هو الأمر الأصعب لأنك تصل إلى درجة الشك فيما كنت تعتقد أنه الحق اليقين، كل هذا بسبب تحكم العاطفة وحدها وتغييب العقل فإن الإحساس واتخاذ القرار يكون صعبا جدا, أن تترك ذلك الاحساس الذي كنت تشعر فيه بالأمان في لحظة من الزمن،وبين حالة أخرى أنك لا تقبل أن تعود إلى الواقع الحقيقي وتتمنى أن لا تخرج من هذا العالم وإن كان صرابا، لا تقوم بأي جهد والله يحبك صليت أم لم تصلي.

لكن شيئا ثانيا فيك وهو العقل يزعجك ويحركك ويخرجك من هذه الراحة المزعومة ويضعك في أرض الواقع، صراع مرير داخلك بين عواطف كذابة وعقل لا يقبل المساومة وأنت بين هذا وذاك وهي حالة وصراع قاسي بداخلك.

ثم ما يزيد الصراع ألما والطين بلة إذا خرجت من المسيحية فأين أذهب؟! أعود إلى الإسلام ذلك الدين المليء بالتناقضات والسلبية، هذا الدين الذي أصبحت أراه أسود مشوها!؟

لم يبقى لي إلا الإلحاد وهذا مستحيل؛ لأنني لم تكن عندي مشكلة في وجود الله.

فكثير من المتنصرين يصلون إلى هذا الصراع فمنهم من يستسلم ويقبل بما هو فيه على الأقل محبة ونجاة بلا عمل، ومنهم من يلحد، ومنهم يقع في حالة كآبة ومرض نفسي/ ومنهم من يقاوم ويقبل التحدي ويسعى إلى الأمام حتى يعود إلى الإسلام.

أتذكر أنني في تلك الأيام أستنجد بالأخوة في الكنيسة، فعلاقتي بالرب لم تكن مثل ما كانت عليه من قبل، فكنت أطلب من الرب أن يكلمني فإن كنت أخطأت سأتوب فما هو المشكل ؟

فيجيبونني الأخوة: المشكل أنك لا تجلس مع الرب.

فأتحدث إلى الرب، أجلس 3 إلى 4 ساعات على ركبتي وأطلب منه أن يكلمني، لكن لا رد ولا جواب.

بعدها استنتجت أن هذا الإله لا يوجد، وبدأت أسترجع ذاكرتي إلى الوراء \"لما كنت في بدايتي جاهلا بالتعاليم والكلمة كنت قبل أن أنطق أرى أمورا أفسرها أن الله كلامي، أصلي تتحقق صلاتي في الحين، ولما تعمقت في الكلمة وصرت أطبق تعاليم المسيحية لم تعد تجري لي تلك الأمور.

وكلما تعمقت في النصرانية كلما زادت معرفتي بباطلها وضلالها.

بعدها استنتجت أن المسيحية الحالية هي \"أن تقول فقط عيسى ابن الله وهي من شروط الإيمان والخلاص\" قبل المعمودية بالماء، قبل أن يغطسك القس في الماء يسألك يا فلان هل تؤمن أن عيسى هو ابن الله وصلب ومات ثم قام بعد ثلاثة أيام ووو... فتقول نعم آمنت، فيعمدك باسم الآب والابن والروح القدس.

هذا هو العقد، العقد مع الشيطان، وتكون في الحقيقة أنجزت هدف الشيطان في إيقاع ابن آدم في الشرك بالله تعالى.

لأنه عند النصارى بمجرد هذا العقد تحرم عليك جهنم، وحتى لو أخطأت في الحياة فالمسيح قد حملها في الصليب معه، بمعنى أني لن أحاسب لأن المسيح حمل الخطايا عني.

س: إذن بدأت في فقد الثقة بالكنيسة وفي رجالها فشغلت العقل وبدأت تبحث عن سبل للخروج، ما هي الخطوات التي جعلتك تخرج.. أي الخطوات العملية ؟

ج: الدخول مثل الخروج كان صعبا وقرارا مفاجئا لأنك في حالة لا أنت قادر على إتمام المشوار ولا قادر على الرجوع، ترى أنك قد خسرت الإسلام فأين أذهب ؟

لكني رجعت إلى الإسلام الذي اكتشفت أن كل الشبهات التي لفقت له عمدا كانت كذبا وزورا، وبأساليب ومراوغات شيطانية لا يكفي حوارنا هذا في سرد هذه التجربة والأساليب والتقنية التي يستعملونها.

قلت: وصلت إلى المنزل وحالتي كما وصفت لكم، عدت إلى الإسلام هروبا إليه ملتجئا، اغتسلت وصليت ركعتين ووضعت قرصا مضغوطا للقرآن الكريم ونمت ولما استيقظت في الصبح، كنت شخصا مختلفا تماما وكان ذلك الشخص الذي قضى 5 سنوات في النصرانية اختفى تماما، كانت رقية مباركة.

 س: كيف كانت ردة فعل العائلة؟

ج: المشكلة أني لم أكن أفكر نهائيا في الهم الذي سببته لهم، وعند إسلامي فقط علمت أنهم عانوا كثيرا! كيف لا وفلذة كبدهم في ضلال مبين؟! بعدها كان الوالد يحكي لي أنه كان كثيرا ما يقوم من النوم مفزوعا من شدة الكوابيس التي كان يراها بسببي، أسأل الله أن يغفر لي وأن يوفقني في إرضائه.

وأتذكر مرة أن جدتي التي كانت تنصحني وتدعوني للرجوع إلى الإسلام، قلت لها مرة: يا جدتي تخيلي لو عدت ومت ثم دخلت النار؟ فأجابت جواب الأم الحنون: على الأقل نكون مجتمعين غير متفرقين!

فخروج ابنها من الدين معناه افتراقه عن الأهل والأصل.

أتذكر أني ذهبت إلى الوالد بعد تلك الرقية المباركة وكان وقت صلاة المغرب أسأله عن وقت صلاة الفجر. فقال لي: لماذا؟ قلت له: أريد ان أصلي فقط. فقال لي: صل الآن الآن، ولو لم يدخل الوقت... قال ذلك فرحاً بعودتي.

توضأت وذهبنا سويا إلى المسجد وفي الطريق بدأ ينصحني والفرحة بادية في وجهه، لا تنظر إلى سلوك وتصرفات المسلمين، ضع ثقتك في الله، ودخلنا المسجد لأصلي المغرب وقد تعودت على صلاة النصارى في الكنيسة على نغمات القيثارة فلما وقفت للصلاة انتابني شعور وخشوع غريب وأحسست لأول مرة بعظمة من أمامه أقف وأتوجه.

س: كيف استقبلك المسلمون؟

ج: أنا والله لا يهمني أحد، إلا كلمة التوحيد \"لا إله إلا الله محمد رسول الله\" وأمامها كل شيء يهون!!

انتهى الحوار..! والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;