مناظرات واصل الدمشقي مع بشير البطريق والنصارى (2/3)
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 115 قراءة
نستكمل المناظرة التي وقعت بين واصل الدمشقيّ من جانب وبشير البَطْرِيق والنصارى من جانبٍ آخر والتي أوردها ابن عساكر في كتابه \"تاريخ دمشق\":
... فلما كان مِن غَدٍ بعث بشيرٌ إلى الشيخ، فلما دخل عليه إذا عنده قَسٌّ عظيم اللحية.
قال بشير للقَسِّ: إنَّ هذا الرجل من العرب له علمٌ وعقلٌ وأصلٌ في العرب، وقد أحبَّ الدخولَ في ديننا، فكلِّمْهُ حتى تُنَصِّرَهُ.
فسجد القَسُّ لبشير وقال: قديمًا أتيت إلى الخير وهذا أفضل مما أتيت إلي.
ثم أقبل القَسُّ على الشيخِ فقال: أيها الشيخ ما أنت بالكبير الذي ذهب عقله وتفرَّق عنه حِلمه، ولا أنت بالصغير الذي لم يستكمل عقله ولم يبلغ حلمه، غدًا أغطسك في المعمودية غطسةً تَخرجُ منها كيوم ولدتك أمك.
قال الشيخ : وما هذه المعمودية؟
قال القَسُّ: ماءٌ مقدَّس.
قال الشيخ: ومَنْ قَدَّسَهُ؟
قال القَسُّ: قدَّسْتُهُ أنا والأساقفةُ قَبْلِي.
قال الشيخ: فهل كان لكم ذنوب وخطايا؟
قال القَسُّ: نعم، غير أنها كثيرة.
قال الشيخ: فهل يُقَدِّسُ الماءَ من لا يقَدِّسُ نفسه؟
فسكت القس.
ثم قال: إني لم أقدسه أنا.
قال الشيخ: فكيف كانت القصة إذن؟
قال القس: إنما كانت سُنَّة من عيسى ابن مريم.
قال الشيخ فكيف كان الأمر؟
قال القس: إن يحيى بن زكريا أغطس عيسى ابن مريم بنهر الأردن غطسة ومسح برأسه ودعا له بالبركة.
قال الشيخ: فاحتاج عيسى إلى يحيى يمسح رأسه ويدعو له بالبركة؟ فاعبدوا يحيى خير لكم من عيسى إذن؟
فسكت القس.
فاستلقى بشير على فراشه وأدخل كُمَّهُ في فِيهِ وجعل يضحك، وقال للقَسِّ: قُمْ أَخْزَاكَ اللهُ، دعوتُك لتُنَصِّرَه فإذا أنت قد أسلمتَ.
ثم إنَّ أمر الشيخ بلغ الملك؛ فبعث إليه، فقال: ما هذا الذي بلغني عنك وعن تنقصك ديننا ووقيعتك!
قال الشيخ:إنَّ لي دينًا كُنتُ ساكتًا عنه، فلما سُئلتُ عنه لم أجد بُدًّا من الذب عنه ذببتُ عنه.
قال الملك: فهل في يدك حُجج؟
قال الشيخ: نعم، ادع إليَّ مَنْ شئتَ يُحاججني؛ فإن كان الحق في يدي فلم تلومني عن الذب عن الحق! وإن كان الحق في يديك رجعتُ إلى الحق.
وللمناظرة بقية نستعرضها في المرة القادمة بإذن الله تعالى.
للإطلاع على المناظرة الأولى:
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق