logo

حوار فضيلة الشيخ عبد الرحمن دمشقية

حوار فضيلة الشيخ عبد الرحمن دمشقية

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 47 قراءة

الخطوط المشتركة بين الطرق الصوفية والشيعة

في بريطانيا - وبالتحديد في مدينة برمنجهام - وأثناء رحلة الشيخ عبد الرحمن بن محمد دمشقية الدعوية المباركة إلى تلك البلاد أجرت صحيفة \"الرشد\" هذا الحوار الماتع مع فضيلته.

والشيخ عبد الرحمن دمشقية داعية إسلامي معروف، وباحث في الفرق والمذاهب والأديان، له أكثر من خمسين مؤلفًا، والعديد من الأشرطة باللغتين العربية والإنجليزية.

ومن أشهر مؤلفاته:

·       موسوعة أهل السنة.

·       حقائق خطيرة عن الطريقة النقشبندية.

·       موقف ابن حزم من المذهب الأشعري.

·       أبو حامد الغزالي والتصوف.

·       أولياء الله.

فإلى الحوار:

بداية نسأل: ما هي الخطوط المشتركة بين الطرق الصوفية عمومًا والشيعة من خلال عقائدهم وسلوكياتهم؟

ج- بالنسبة للخطوط المشتركة بين الصوفية والشيعة .. نعم .. هناك توافق وتشابه كبير في أصول مناهج الفريقين نذكر من ذلك:

- الغلو في النبي عليه الصلاة والسلام وأهل بيته والاستغاثة بهم ومناداتهم، واعتقادهم أن الله خلق السماوات والأرض من أجل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته، وأن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته كانوا قبل خلق السماوات والأرض أنوارًا لأن الله خلقهم من نور وجهه.

-  دعاء الأموات من دون الحي الذي لا يموت؛ فهم يرجون من الأموات ما لا يرجون من الحي الذي لا يموت.

- تقسيم الدين إلى ظاهر وباطن والثناء على العلم المكتوم والأسرار.

- إقامة الحفلات والأعياد بمناسبة مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو الأئمة؛ وهذه الموالد من ابتداع الدولة الفاطمية العبيدية.

- كلام الصوفية عن المقامات والحقائق والأسرار والرموز والعلم المأخوذ عن الخضر هو عين كلام الباطنية عن حقائق العلوم وبواطنها التي يزعمون أنها لا تؤتى إلا من لدن إمامهم المعصوم.

- تشويه الدين .. فبينما يقيم الشيعة مراسم عاشوراء باللطم والتطبير والضرب بالسيوف، يقوم الصوفية بتشويه آخر حيث يقومون بحلقات الرقص والتمايل رجالًا ونساء ويتخلل ذلك صراخ وعويل وارتماء على الأرض وتصرفات أشبه بالذي يصيبه مس من الشيطان، وهذا تشويه مشترك للدين بين الصوفية والشيعة.

- التعلق بالقبور ورفع بنيانها وتشييد الأضرحة وأكل أموال الناس بالباطل عن طريق صناديق النذور التي تستعمل للصد عن سبيل الله.

- اتخاذ الشيخ واسطة بينهم وبين الله وتكون له الطاعة المطلقة ولو في معصية الله.

تلك هي الحقيقة: التصوف فرع من التشيع؛ وكنتيجة طبيعية لذلك فإن الصوفية يرون الشيعة أكثر هدى منا حيث تجمعهم - بزعمهم-  محبة أهل البيت.

 

كتب البعض عن الفكر الصوفي، هل هناك فكر صوفي بهذا المعنى؟

ج. الصوفية بعيدون عن الفكر، بل التصوف مجموعة أفكار مستوردة من التشيع الغالي ومن غيره، بل نجدهم يقتدون برهبان النصارى، مما يصادم بعض مقاصد الشريعة كالترغيب في العزوبة، والتنفير من النكاح، كما روى الغزالي عن أبي سليمان الداراني: إذا طلب الرجل الحديث، أو تزوج، أو سافر في طلب المعاش فقد ركن إلى الدنيا.

وأبواب الاستيراد عندهم مفتوحة على مصراعيها، فلو أن الصوفية التزموا سد باب البدع لانتهى التصوف ولذلك يضطرون - هم وأهل البدع عمومًا - إلى تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة - حتى يبرروا العدد الهائل من البدع المنتشرة بينهم - وبدعة سيئة.

 

أصبح للصوفية انتشار ملموس في أطراف العالم الإسلامي وإحياء لمعالم الخرافة.. ما هي برأيكم العوامل المساعدة في انتشار هذه العقائد الباطلة والشعائر المبتدعة؟

ج. المخدرات مشكلة العالم بأسره، والتصوف نوع آخر من المخدرات، فإنها توهم أتباعها بأنهم بقليل من مجالس البكاء والأناشيد والتمايل والرقص ترتفع مقاماتهم إلى السماوات العلا.. وهنا سر التخدير.

ولهذا عمد أعداء المسلمين إلى الوصاية بهم، ونرى دعم بعض الحكام لهم وإضعاف خصومهم ممن ينهونهم عن منكر الرقص والبدع ويأمرونهم بإتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام كشرط لمن يدعي محبته.

لقد استغلت فرنسا وجود الطائفة التيجانية أسوأ استغلال، وكذلك فعل الإنجليز، واليوم وبعد انتشار السنة وعجز أعداء المسلمين عن إيقاف المد السني، بالرغم من الملاحقة الدائمة والتضييق، يعمدون من جديد إلى بعث التصوف كمحاولة يائسة كيدًا منهم لأهل السنة.

 

البعض يقول أن الخلاف على مسائل التوسل والشفاعة والتبرك بالأولياء خلاف فقهي لا عقائدي.. مستدلًا بوقوع بعض العلماء في اجتهادات فقهية من هذا النوع. كيف الرد على هؤلاء؟

ج. هذا غير صحيح، فإن مسألة التوسل بمعنى سؤال الله بذوات خلقه تم بحثها في كتب الفقه بمناسبة تطرق كتب الفقه إلى موضوع زيارة الحاج إلى المدينة، وكونها طرحت في كتب الفقه لا يعني أنها مسألة فقهية، بل إن منع أبي حنيفة التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام داخلة في دائرة عقائدية، وذلك حتى لا يقال بأن هناك حق للعبد على ربه سوى حق تحقيق التوحيد فقط.

وهذا التوسل وإن كنا لا نقول بأنه شرك، إلا أننا نقول بأنه بدعة لا دليل عليها من كتاب ولا سنة، بل قد تكون وسيلة للوقوع في الشرك كالاستغاثة بغير الله وتسمية ذلك توسلًا، وهو ما يكثر عند الصوفية، ولا يوجد تصوف ينهى عنه.

أما التوسل بالذوات على هذا المعنى فهو ذريعة الجاهلية الأولى وطريقتها، فقد صرح التفتازاني بأن شرك الجاهلية الأولى هو شرك توسط وتشفع، حيث قال بأن شرك المشركين وقع حين \"مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله اتخذوا تمثالًا على صورته وعظموه تشفعًا إلى الله تعالى وتوسلاً\".

وهذا ما نؤكده دائمًا أن نوع شرك المشركين السابقين: هو شرك تشفع وتوسل بالصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى، وإنما يقع اليوم في نفس الفخ من لم يعرف نوع الفخ الذي نصبه الشيطان لمشركي الأمس.

 

خدمت الصوفية والمتصوفة أرباب السياسة وبلاط الحكم.. هل من تأليف يوضح ويجلي هذا الارتباط بين التصوف والقصور؟

ج. إنني أحيل إلى كتاب \"الفكر الصوفي\" (يقصد: الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق - حفظه الله - حيث كشف عن العديد من هذه العلاقة، لا سيما الطريقة التيجانية التي تربعت امرأة فرنسية نصرانية على زعامتها مع بقائها على دينها، وكتبت في ذلك كتابا بعنوان \"أميرة الرمال\" تذكر فيه مذكراتها في ذلك.

وأرى أن الجهل، وقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بواجب التعليم من قبل أهل الحق له علاقة بهذه المصائب الموجودة، فإنه لولا الجهل لما تمكن هؤلاء السياسيون من نشر هذه الطرق البدعية ودعمها.

 

بعد 11 سبتمبر.. تجد الصوفية اليوم رواجًا واهتمامًا غربيًّا متزايدًا، ماذا يريد الغرب من المتصوفة؟!

ج. الغرب يحرص على تخدير خصومه كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر، وكندا وأستراليا مع أصحاب الأرض الأصليين، حيث ينشرون بينهم المخدرات والخمر، وهكذا يفعلون في بلادنا، حيث يدعمون التصوف لأنه أفيون الشعوب.

إن اتباع السنة وتقديم العقيدة الصحيحة وإعطاءها الأولوية قبل أي اعتبار آخر يبعث الوعي في النفوس ويقوم ويصحح التصورات ومفاهيم الولاء والبراء، وهذا سر محاربة عقيدة أهل السنة ونشر وترويج التصوف ودعم بعض أصحاب الابتسامات العريضة الاصطناعية الذين يخدعون الناس بابتساماتهم: }وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ? وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ? كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ{ [المنافقون:4].

 

تلبي الصوفية للعامة مطلبًا روحيًّا سهلًا.. يقف فيه الناس حول الشيخ ليؤدوا الأذكار والتواشيح بشكل جماعي كما (هو الحال في النصرانية) وهم يرون أن هذا يشجع على الاستمرار ويزيل وحشة الحياة المادية.

كيف يمكن الاستجابة لهذه الاحتياجات النفسية والروحية لدى العامة من قبل أهل الدعوة دون الخروج عن قواعد ونصوص الشرع الحنيف؟

ج. الاستجابة لله ولرسوله تحيي القلب، واستسلام العبد لربه استسلامًا حقيقيًّا أعظم سبب لحياة القلب. قال تعالى:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ{[الأنفال:24]. وقال:}مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{ [النحل:97].

وأين هذا من تخبط الصوفية وصراخهم وسقوطهم على الأرض كالمصاب بالصرع وتمايلهم كتمايل اليهود عند وقوفهم عند حائط المبكى؟!

 

هل تعتقدون أن الصوفية ستجد انتعاشًا وانتشارًا في ظل الظروف القائمة في العالم الإسلامي: الأمية والجهل والواقع المر والطابع المادي والاستبداد والفقر.. إلخ!؟

ج. أنا شخصيًّا كنت متخصصًا في التصوف منذ عشرين سنة، وكتبت في ذلك كتبًا عديدة. واليوم قد تخليت عن ذلك؛ لأنني رأيت أن هذه الطرق قد نفقت ولا تغري الناس اليوم بما فيها. فإن الإقبال على السنة أخذ يزداد ويقوى ولله الحمد، حتى في أشد الأماكن التي يحارب فيها أهل السنة، في حين أن التصوف يزداد انكشافًا واضمحلالًا وبات الناس يحذرونه ولله الحمد.

وإنني بهذه المناسبة أُذكِّر بأهمية واجبنا نحن الدعاة. فإنه في الوقت الذي تقدم الدول الدعم المادي والمعنوي لرموز التصوف لا نجد ما يساوي عُشره من قبل أهل الحق!

 

ما هي المخاطر الناتجة عن تمدد التصوف في المجتمعات الإسلامية؟ وبالتالي ما هو واجب العلماء والدعاة إزاء ذلك؟

ج. التصوف ليس طريقة واحدة، وإنما هي طرق كثيرة تنضوي تحت اسم واحد فقط، في حين هي أحزاب كثيرة كل واحدة منها تدَّعي أنها على الحق.

 فالنقشبنديون يرون أن من لم يتبع طريقتهم يخشى عليه من سوء الخاتمة وكذلك الرفاعيون، وكل واحدة منهما تتهم الأخرى بأنها ليست على شيء.

ولهذا فإنني أربط بين ضعف الأمة وبين وجود هذه الفرق التي تتقرب إلى الله بأصناف البدع والشرك.

 

وجه الشيخ عبد الرحمن دمشقية دعوة لمناظرة الشيخ علي الجفري وهو من مشايخ الصوفية المشهورين في اليمن. فما هو السبب الذي جعل الشيخ يخص الشيخ الجفري دون غيره بالدعوة؟ وهل رد الشيخ الجفري عليكم بشيء؟

ج. في الوقت الذي نسمع فيه الجفري يعلن التحدي والمناظرة مطلقًا إلا أننا نجده يهرب بشكل يثير التساؤل والتعجب ويكشف عن التناقض والدعاوى.

ففي الوقت الذي كان فيه كرسي المناظرة المستقلة شاغرًا بسبب غياب الجفري، حيث كان من المفترض جلوسه فيه للمناظرة حول التصوف وجدنا الجفري بعد يومين أو ثلاثة يعلن في قناة العربية أنه كان ولا يزال يطالب بالمناظرة ولكن لم يتقدم أحد لمناظرته!!

وأقول للأسف بأن هذا كذب، فإنني قد التقيت به في غرفة من غرف \"البالتوك\"، وتم وضع نقطة حمراء علي بحيث لم أستطع أن أتكلم أو أكتب إليه. غير أنه قال لي: أنا أقدر جهودك يا شيخ دمشقية، ولكن لا مناظرة معك حتى يقبل مشايخ نجد أن يناظروا شيخنا محمد علوي مالكي. فأمرت بعض أصحابنا أن يكتبوا له بأنه لا علاقة بيني وبين مشايخ نجد في هذا الأمر لأنني من لبنان لا من نجد، فإن كنت تريد المناظرة فتفضل. ثم ما لبث أن رفض قبول دعوتي للمناظرة معه.

وكذلك نشرت على مئات المنتديات والساحات على الإنترنت استعدادي لمناظرته أينما أراد ولكني أفضل أن تكون المناظرة بيني وبينه مباشرة بالصوت أو الصورة.

فكيف يدعي بأنه يطالب الناس بالمناظرة وأنهم يرفضون مناظرته ثم هو يهرب مني ومن مناظرة الشيخ عدنان عرعور في قناة المستقلة؟

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;