logo

حوار مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

حوار مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 46 قراءة

 أجرت مجلة الإصلاح - العدد 241 - 17 بتاريخ 23/6/1993م حوارا هاما مع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، نعيد نشر بعض فقراته لأهميته، فكان مما جاء فيه:

السؤال: لا شك تعلم سماحتكم بما تتعرض له الأمة من هجوم شرس من أعدائها في كل مكان وعلى كل صعيد، فما المخرج من ذلك - أثابكم الله -؟

ابن باز: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على رسوله وعلى أصحابه ومن اهتدى بهُداه.

 لا ريب أن الأمة تُبتلى بأعدائها كما قال الله عز وجل} :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى? نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ{ فالأمة تبتلى بأعدائها لكن لابد من الصبر، ولهذا قال الله عز وجل: }لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ{. وقال سبحانه: }وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ? إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{. فالواجب على الأمة الصبر والاحتساب والاستقامة على دين الله وأن لا تلتفت إلى ما يقوله أعداؤها، وعليها أن تلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن تستقيم على ذلك قولًا وعملًا وعقيدة، وأن تحكِّم شرع الله في عباد الله.

 هذا الواجب على جميع البلدان الإسلامية، ومتى استقامت على دين الله صدقًا في القول والعمل والعقيدة فإنه لا يضرها نباح أعدائها ولا كيدُهم كما سبق في قوله تعالى: }وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ? إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{. ويقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: }وَاصْبِرُوا ? إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{. ويقول جل وعلا: }إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{. ويقول سبحانه وتعالى: }الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ? وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{ ويقول سبحانه وتعالى} :وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ{.

 فالمؤمنون هم المستقيمون على أمر الله، التاركون لمحارم الله، الواقفون عند حدود الله، المحكِّمون لشرع الله. هؤلاء هم المسلمون، وهم أولياء الله كما قال عز وجل: }وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى? لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا{.

 فمتى تمسك المسلمون بدين الله، والتزموا بما أوجب الله عليهم، وابتعدوا عما حرّم عليهم، وحكّموا شريعته فإن الله سبحانه وتعالى ينصرهم، ويؤيدهم على أعدائهم، ويكتب لهم النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة، ويمنحهم الأمن في الدنيا والآخرة.

 نسأل الله أن يوفق المسلمين حكومات وشعوبًا لما يرضيه، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم، وأن يوفقهم لتحكيم شرع الله والاستقامة عليه.

السؤال: دأبت بعض وسائل الإعلام العالمية على اتهام الدعاة بالتطرف فما توجيه سماحتكم حيال ذلك؟

ابن باز: هذا لا ينبغي أن يمنع الدُّعاة من قول الحق. ولا ريب أن بعض الدعاة قد يكون عندهم نقص في العلم، وقد يكون عندهم نقص في الأسلوب فكل إنسان يؤخذ بذنبه، وإذا قصَّر في شيء أو فرط في شيء يوجه للأصلح ويعلَّم كيف يأمر وكيف ينهي وكيف يدعو إلى الله - عز وجل -، حتى لا يكون سببًا لمنع الدعاة، وحتى لا يكون سببًا لتعطيل الدعوة.

 فالواجب على الداعية إلى الله أن يكون على بصيرة }قُلْ هَ?ذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ? عَلَى? بَصِيرَةٍ{، يكون عنده علم .. عنده بصيرة .. عنده فقه في الدين .. عنده فقه في كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، حتى يتكلم عن علم وحتى يدعوَ على بصيرة، مع العناية بالأسلوب الحسن، وعدم العنف والشدة؛ قال الله - عز وجل -:} ادْعُ إِلَى? سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ? وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{.

فإذا استقام الداعية وصبر لا يضره كلام من تكلم في عِرضه، أو سَعَى في منعه، أو ما أشبه ذلك.

 إنما الواجب عليه أن يتقي الله، وأن يراقب الله، وأن يقف عند حدوده، حتى لا يكون حجر عثرة في طريق الدعوة، وحتى لا يضيِّق على الدعوة بسببه، وأن يسلك مسلكًا شرعيًّا بالحكمة والكلام الطيب والأسلوب الحسن وعدم التعرض للأشخاص.

 الداعية الى الله يعتني ببيان الحق والدعوة إليه، ويعتني ببيان المنكر، والتحذير منه، مع كف لسانه عن الكلام في أشخاص الناس، إنما المقصود إنكار المنكر والدعوة الى المعروف هذا هو المقصود.

السؤال: بعض الصحف والمجلات تسخر من الإسلام، وتقع بالدعاة، وتشيد بالكفار والفجار وأهل الفن، وتنشر صور النساء السافرات. فما حكم شراء هذه المطبوعات أو بيعها أو الترويج لها؟

ابن باز: الصحف التي بهذه المثابة من نشر الصور الخليعة، أو سب الدعاة، أو التثبيط من الدعوة، أو نشر المقالات الإلحادية، أو ما شابه ذلك .. الصحف التي هذا شأنها يجب أن تُقاطع، وأن لا تُشترى، ويجب على الدول إذا كانت إسلامية أن تمنعها لأن هذه تضر المجتمع وتضر المسلمين.

 الواجب على المسلم أن لا يشتريها، وأن لا يروجها، وأن يدعو إلى تركها، ويرغب في عدم اقتنائها وعدم شرائها، وعلى المسؤولون الذين يستطيعون منعها أن يمنعوها أو يوجهوها إلى الخير حتى تدع الشر وتستقيم على الخير.

السؤال: بعض طلبة العلم لا يهتمون بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس بحُجة تحصيل العلم والتفرغ لذلك فما توجيه سماحتكم لهؤلاء؟

ابن باز: الواجب على مَنْ عنده عِلم أن يدعوَ الى الله حسب طاقته. مَن عنده علم وبصيرة من طريق الكتاب والسنة أن يدعو الى الله على حسب علمه، وأن لا يقدم إلا على بصيرة: }قُلْ هَ?ذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ? عَلَى? بَصِيرَةٍ{. والقول على الله بغير علم جعله الله في المرتبة العليا من المحرَّمات كما قال سبحانه} :قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{. وأخبر سبحانه أن القول على الله بغير علم مما يأمر به الشيطان. قال تعالى }يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ? إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{. فالواجب على مَنْ عنده علم وبصيرة أن يدعو إلى الله بالطريقة التي رسمها الله لعباده }ادْعُ إِلَى? سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ{ من الحكمة العلم قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.

 والموعظة الحسنة يعني الترغيب والترهيب في الجنة والأجر والسعادة والعاقبة الحميدة والترهيب من عذاب الله وغضبه لمن ترك الواجب وقصر فيه أو ارتكب المحرم ثم قال سبحانه: }وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ يعني الأسلوب الحسن، وإزالة الشبهة، وإيضاح الحق؛ فالواجب على الدعاة الى الله أن يعتنوا بهذا الأسلوب الذي رسمه الله لعباده وأمرهم به.

 هكذا ينبغي للدعاة أن يتكلموا بالحق، ويصدعوا به، ويصبروا على ذلك، لكن بالأسلوب الحسن بالعلم، والجدال بالتي هي أحسن، لا بالعنف والشدة، ولا بالتعرض بفلان وفلان، ولكن يبين الحق، ويدعو إليه بأدلته، ويبين الباطل، ويدعو إلى تركه بأدلته، يريد ثواب الله والسعادة لا رياء ولا سمعة، بل يريد وجه الله والدار الآخرة.

السؤال: البعض يقول أن العدل مع المخالفين ليس من الواجبات الشرعية فما رأي سماحتكم في هذا القول؟

ابن باز: العدل والإنصاف واجب مع العدو ومع الصديق قال الله جل وعلا: }وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{ يعني: العادلين، وقال الله جل وعلا: }إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ{؛ فهو يأمر بالعدل والإحسان سبحانه وتعالى مع كل أحد مع العدو ومع الصديق، مع المؤمن والكافر لابد من العدل، ولا يجوز له أن يظلم ويتعدى، بل يجب أن يعدل، وهكذا من ترافع إليه الخصمان يحكم بينهما بالعدل، وإن كان واحد مسلمًا وواحد كافرًا لابد أن يحكم بالعدل والبينة الشرعية ولو كان المحكوم له كافر، فإذا كان مثلًا مسلم مع كافر يدعي الكافر عليه أنه أخذ سيارته أو أنه أخذ كذا وكذا وعنده البينة الشرعية يحكم له القاضي على المسلم، فالواجب العدل، والله يقول: }وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{، ويقول النبي صلى الله علية وسلم: \"المقسطون على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الأنبياء والشهداء\".

السؤال: البعض يزعم أن أتباع المذاهب الأربعة من أهل البدع فما رأي سماحتكم في ذلك؟

ابن باز: هذا باطل. هذا الكلام على إجماله باطل لا يجوز هذا الكلام. الأصل في المذاهب الأربعة الخير والهدى والصلاح لأنهم دعاة. علماء أربعة .. أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد دعاة خير .. علماء معروفون، لكن الذنب يكون لمن تعصَّبَ لهم وقلدهم التقليد الأعمى فهم يخطئون ويصيبون .. كل واحد يخطئ ويصيب .. كل واحد له مسائل أخطأ فيها، فالواجب على أتباعهم أن يتقوا الله، وأن لا يتعصبوا لهم، وأن يأخذوا الحق بدليله، فإذا أخطأ العالم الفلاني أو العالم الفلاني فلا يؤخذ بخطئه لأنه إمامهم الذي ينتسبون إليه .. لا .. الحق فوق ذلك .. فوق الجميع .. فالواجب على أتباع أبي حنيفة وأتباع مالك وأتباع الشافعي وأتباع أحمد وعلى غيرهم من أهل العلم أن يأخذوا الحق بدليله، وأن لا يتعصبوا لزيد ولا عمرو، ويحرم التعصب فليس للحنفي أن يتعصب للحنفية، وليس للشافعي أن يتعصب للشافعية، .. وهكذا المالكي، وهكذا الحنبلي.

 الحق فوق الجميع .. الواجب على أتباع هذه المذاهب أن يتقوا الله، وأن يأخذوا الحق بدليله، وأن يجتهدوا في ذلك حتى تكون الحجة هي المقدم، والدليل هو المقدَّم، فإذا وافق الدليل ما قاله الأحناف أخذ بقول الأحناف، وإذا كان الدليل مع الحنبلية أخذ بقولهم في أي مسألة، وهكذا مع المالكية والشافعية.

 الواجب الأخذ بالدليل، وتحكيم الدليل، فإذا كان الحق مع الحنفية أو مع الظاهرية أخذ به، وإذا كان مع الشافعية أخذ به، إذا كان مع المالكية أخذ .. المحكَّم هو الدليل، فعلى المنتسبين لهذه المذاهب أن يتقوا الله، وأن يعتنوا بالدليل، وأن يحكِّموه حتى تكون الحجة هي المقدمة، والدليل هو المقدم، وحتى يبتعد عن التعصب والتقليد الأعمى.

السؤال: هل هناك فرق بين مصطلحي \"السلفية\" و\"أهل السنة والجماعة\"؟

ابن باز: لا أعرف في هذا شيئًا. \"السلف\" هم أهل السنة والجماعة .. \"سلف الأمة\" هم أهل السنة والجماعة، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، يقال لهم \"السلف\" لأنهم تقدموا على غيرهم، ويقال لهم \"أهل السنة والجماعة\" لأنهم اجتمعوا على سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ما بَيَّنَ ذلك أهل العلم كأبي العباس ابن تيمية في \"العقيدة الواسطية\"، وغيره من أهل العلم.

 فالمقصود أن \"السلف\" إذا أُطلق \"السلف الصالح\" هم الصحابة .. هم أصحاب النبي صلى الله عليه وأتباعهم بإحسان، وهؤلاء هم \"أهل السنة\"، وهم \"الفرقة الناجية\"، وهم \"الطائفة المنصورة\" المتمسكة بالقرآن والسنة إلى آخر الزمان، والمخالفون لهم أقسام مثل ما ذكر أبو العباس ابن تيمية في \"الحموية\".

السؤال: يُلاحظ أن كثيرًا من الناس يُسقطون الثقة بدَاعِيَةٍ أو عالمٍ لخطأٍ وقع منه أو شائعةٍ قِيْلَتْ عنه دون التثبت أو مراعاة الجوانب الخَيِّرَة الكثيرة في حياته فما تعليق سماحتكم على ذلك؟

ابن باز: الواجب التثبت، فإذا أخطأ العالم الداعية أو الداعي الى الله في مسألة يُنَبَّهُ عليها، ولا يُسْقَطُ حَقُّهُ فيما أصاب فيه، بل يجب الإنصافُ والعدلُ، وَيُنَبَّهُ على خَطَئِهِ، ويُوَضَّحُ له خَطَؤُهُ، ويُقْبَلُ منه الحق فيما أصاب فيه، ولا ينبغي للعاقل أن يترك الحق إذا قال له الداعية أو العالِم من أجل أنه أخطأ في مسألة.

 الحق مُقَدَّمٌ على الجميع، فإذا كان عنده حق وباطل يُؤْخَذُ الحَقُّ ويُتْرَكُ الباطلُ، وإذا أخطأ في مسألةٍ من المسائل يُنَبَّهُ ويُقَالُ له: أخطأت في كذا، والدليل يقتضي كذا وكذا، ولا يُغمط حقه بالكلية، ولكن يُشكر على ما أصاب فيه من الحق، ويُنبه على خطئه في أي مسألة من المسائل مثل الأئمة الأربعة وغيرهم كل واحد له أخطاء في مسائل.

السؤال: بعض التيارات تتبنى تكفير الناس حكومات وشعوبًا. فما قول سماحتكم في هذا الأمر الخطير؟

ابن باز: هذا لا يجوز. الإجمال لا يجوز. لابد أن يكون التكفير على حُجة وبيان .. لابد من معرفة عقيدة المُكَفَّر وأعماله وأقواله حتى يُبَيَّنَ أسبابُ كفرِهِ، وقد كتب العلماء في كتبهم بابًا سموه (باب حكم المرتد) يجب على طالب العلم وأهل العلم مراجعته، والعناية به، والتثبت في ذلك حتى تُعرف نواقض الإسلام، وحتى تُعرف الأشياء التي ليست ناقضة، ولا يجوز الإجمال والتعميم لأن هذا خطرٌ عظيمٌ، فلا يكفَّرُ أحدٌ إلا بذنبٍ واضحٍ اعتقده يقتضي كُفره، أو قاله يقتضي كُفْرَهُ، أو عَمِلَهُ يقتضي كُفْرَهُ، أما الإجمال في الحكومات والأفراد أو أهل البلد الفلانية أو الناحية الفلانية هذا لا يقوله عاقل .. هذا لا يقوله إلا الجاهل.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;