الرد على شبهات حول عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - (6)
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 107 قراءة
يدعي بعض المتوهمين أن نوحًا - عليه السلام - دعا على قومه بالهلاك بما فيهم أطفالهم، يقولون أن هذا ما أثبته القرآن الكريم في موضعين:
الموضع الأول:
قوله تعالى: }وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ? وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا{ [نوح: 24].
الموضع الثاني:
قوله عز وجل: }وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا {[نوح: 27].
ويتساءلون: كيف يدعو على قومه بالضلال، وعلى ذريتهم بالهلاك مع احتمال أن يولد منهم من يؤمن بالله؟
ويقولون: إن هذا يتعارض مع ما يتصف به الأنبياء - عليهم السلام - من العصمة والدعاء لقومهم بالهداية!
الرد على الشبهة:
الرد على هذه الشبهة على الوجه التالي:
أولًا: دعاء نوح - عليه السلام - على قومه بالهلاك جاء بعد أن أوحى الله - عز وجل - إليه أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن، قال عز وجل: }وَأُوحِيَ إِلَى? نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ { [هود: 36].
فبعد تسعمائة وخمسين سنة من إقامة نوح - عليه السلام - بين قومه يدعوهم لم ير منهم إلا آذانًا صما، وقلوبًا غلفا، وعقولًا متحجرة، وكلما ازداد لهم نصحًا ازدادوا عنادًا، وكلما ذكرهم بالله زادوا ضلالًا وفسادًا، ولهذا دعا عليهم بعد أن أيقن وعلم أنهم لن يؤمنوا.
ثانيًا: أما عن الدعاء بهلاك ذرياتهم، فقد علم نوح - عليه السلام - أن نسل قومه سيكون على شاكلة الآباء في الإصرار على الكفر، فقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما: }وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى? قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ{ [العنكبوت: 14] ففي هذه المدة الطويلة عرف طبائعهم وجربهم حتى قيل: إن الرجل فيهم كان ينطلق بابنه إلى نوح ويقول له: احذر هذا فإنه كذاب وإن أبي أوصاني بمثل هذه الوصية؛ فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك مما قطع الأمل في إيمانهم، وبذا يكون الخير والراحة في هلاكهم لتتخلص الأرض من شرورهم باستئصالهم.
ثالثًا: دعاء نوح - عليه السلام - على قومه كان الحامل له على ذلك غضبه لله، وحنقه على قومه؛ لتمردهم على دعوة الله، مع طول بقاء إقامته بينهم وهو يدعوهم إلى الله بكل طريق، ولم يكن دعاؤه على قومه مأمورًا به لكن كان ذلك باجتهاده - عليه السلام - لإصرارهم على التكذيب.
رابعًا: أنّ نوحًا - عليه السلام - قدّم قبل دعائه عليهم كلّ ما يبررها ويستوجبها من كثرة أذاهم ومكر أساليبهم في مجابهة دعوته.
خامسًا: أن نوحًا - عليه السلام - كما كان داعيًا على كفّار قومه كان للمؤمنين منهم نصيب في دعائه كما في قوله تعالى: }رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}[نوح: 28]،ففي هذه الآية التي ختمت بها سورة نوح يظهر الدعاء للمؤمنين الذين اتّبعوه لئلّا يذهب الظنّ أنّ الهلاك قد شمل غير المذنبين.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق