logo

مَنَّاع خليل القطان .. معلم الأجيال

مَنَّاع خليل القطان .. معلم الأجيال

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 48 قراءة

مولده ونشأته:

هو مناع خليل القطان، ولد عام 1925 في قرية شنشور مركز أشمون من محافظة المنوفية بمصر من أسرة متوسطة الحال، وفي بيئة إسلامية.

بدأ حياته بحفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم التحق بالمعهد الأزهري بشبين الكوم.

في عام 1944 التحق بكلية أصول الدين في القاهرة، وبعد تخرجه غادر مصر إلى السعودية للتدريس في مدارسها ومعاهدها.

عمل بالتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم بكلية اللغة العربية، ثم بالمعهد العالي للقضاء، ثم مديرًا له، ثم مديرًا للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات ولجنة السياسة التعليمية.

وقد منحه الملك فيصل الجنسية السعودية عام 1974 وجواز سفر دبلوماسي.

وقد توفي عن 75 عاما، وصُلي عليه في مسجد الراجحي بمنطقة الربوة، ودفن في مقابر النسيم بالرياض.

توجهاته:

ساهمت نشأة الشيخ مناع القطان ودراسته وعمله في المملكة العربية السعودية في إبراز الجانب الشرعي والديني على غيره من الجوانب.

وفي رؤيته أن مشكلة الأمة الرئيسة تكمن في البعد عن دينها وعقيدتها، إذ الأمة قد تُرزأ في اقتصادها، واحتلال أرضها، أو تخلف حياتها، لكنها تظل أمة حية تنبض بمعاني القوة، ما دامت معتصمة بدينها، مؤمنة بعقيدتها، والثقة بنصر الله لها.

والإسلام - كما يراه القطان - ليس فقط العبادات والشعائر إنما الإسلام عقيدة وشريعة،...، والإسلام دين عالمي للبشرية كلها، يترفَّع في بناء الأمة عن ولاء الجنس والعنصر والأرض، ويجعل العقيدة هي الوحدة المشتركة بين الناس جميعًا في ظل الإسلام.

حرب عقدية:

والقطان يرى أن الحرب التي تدور على الأمة هي حرب عقدية في المقام الأول، إذ أن التآمر الدولي الذي يحيكه خصوم الإسلام إنما يستهدف القضاء على عقيدة الأمة الإسلامية ومقومات شخصياتها حتى تظل نهب المطامع الغربية تارة والشرقية أخرى، فلا يتحقق لها استقلال ذاتي ولا تنفض عن كاهلها غبار التبعية.

والتغريبيون أو التقدميون - كما يرى القطان - هم رأس الحربة في الغزو الفكري الذي يشق طريقه للقضاء على عقيدة الأمة الإسلامية ومقومات شخصياتها بخطوات ثابتة.

الدور الأبرز في إنقاذ عقيدة الأمة هو دور العلماء:

ويرى القطان أن الدور الأبرز في إنقاذ الأمة هو دور العلماء، فعلى كاهل العلماء يقع العبء الثقيل في مسيرة الجيل، والوقوف في وجه التيارات الغازية، واستئناف حياة إسلامية صحيحة، وعلى يد علماء الإسلام الذين يدركون واقع أمتهم، ويفهمون حقيقة رسالتهم، ويقدرون أمانة الله في أعناقهم، على يد هؤلاء العلماء يقع العبء الثقيل في مسيرة الجيل، والوقوف في وجه التيارات الغازية، واستئناف حياة إسلامية صحيحة.

المعركة واحدة وغايتها واحدة:

وحتى يستطيع العلماء خوض المعركة فهناك حتمية يراها القطان وهي ضرورة العمل الموحد، فعلماء الإسلام على مر العصور والأجيال يختلفون في المسائل الفرعية الاجتهادية، ولكن هذا الاختلاف لم يفسد ما بينهم من رابطة الجهاد ووشيجة قرابته، فقد كانوا يوقنون بأنهم جميعا جنود عقيدة الإسلام في صف المعركة، فالمعركة واحدة وصفها واحد وغايتها واحدة، وهي تحرير الإنسان من عبوديته لأخيه الإنسان حتى يصير عبدًا خالصًا لله، وإذا كانت الاتجاهات المعادية للإسلام تدفن كل خلاف بينها لتقف على قلب رجل واحد في حرب الإسلام ولتحطيم كيانه وتمزيق شمل أمته، فكيف يسوغ لرجالات الإسلام أن يواجهوا هذا التكتل أشتاتًا متنافرين؟!

ويؤمن القطان بأهمية روح العصر في مواجهة المستجدات مع التمسك بالثوابت الشرعية المحكمة، فلكل عصر مشكلاته التي تتجدد معه بتجدد الحياة وأفكارها، ونظرة العقل البشري إليها، فالذي يخاطب عصره بمشكلات عصر آبائه وأجداده، أو معضلات بيئته، كالذي يصيح في واد، أو ينفخ في رماد.

اليقظة الواعية:

كما يرى أن اليقظة الواعية هي التي تنفض يدها من الشرق والغرب، وتراجع رصيدها الإسلامي من تاريخ أمتنا المجيدة، فتجدد في هذه الأمة بواعث الأمل وعوامل النهوض لبناء مجتمع إسلامي معاصر على مبادئ الإسلام وهدى شريعته، يقيم للإنسانية حضارة إسلامية فاضلة، تأخذ بيدها إلى سبيل الرشاد.

مؤلفاته وآثاره العلمية:

1ـ الكتب المطبوعة:

·       مباحث في علوم القرآن الكريم.

·       نزول القرآن على سبعة أحرف.

·       التشريع والفقه في الإسلام تاريخًا ومنهجًا.

·       معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية.

·       وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية.

·       مباحث في علوم الحديث.

·       القضاء في العهد النبوي والخلافة الراشدة.

·       اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الكتاب والسنة.

·       الحاجة إلى الرسل في هداية البشرية.

·       تفسير آيات الأحكام.

·       الدعوة إلى الإسلام.

·       الحديث والثقافة الإسلامية.

·       الوجيز في أصول التفسير.

2ـ المخطوطات:

·       تاريخ التفسير ومناهج المفسرين.

·       الزواج بالأجنبية.

·       الفرق الإسلامية.

·       العقيدة والمجتمع.

3ـ الأعمال العلمية:

·       عدد رسائل الماجستير التي أشرف عليها نحو 80 رسالة.

·       عدد رسائل الدكتوراه التي أشرف عليها نحو 35 رسالة.

·       اشترك في مناقشة أكثر من 150 رسالة ماجستير ودكتوراه.

قالوا عنه:

·        محمد النجيمي في مقال بعنوان (الشيخ مناع شيخي وشيخ الكثيرين) قال:

\"شيخي وشيخ كثيرين بكل ما تعنيه العبارة، فهو شيخ كثيرين، وهو معلِّم الأجيال، والرجل له مؤلفات رائعة حتى الآن يستفيد منها طلبة العلم، وينتفع بها المسلمون حتى الآن\".

·       عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل السعودي السابق:

\"لقد تتلمذت على الشيخ مناع القطان في المعهد العلمي، وفي كلية الشريعة، وقد كان له أكبر الأثر في نفوسنا، عندما كنا طلابًا للعلم، وقد غرس في قلوبنا حب الخير والمعرفة والاطلاع والسعي دائمًا بحثًا عن العلم\".

·       مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:

\"إن الشيخ مناع القطان داعية إسلامي معروف، وقد درست عليه مادة التفسير عندما كنت طالبًا في جامعة الإمام محمد بن سعود لعامين في السنتين الثالثة والرابعة، وكان يرحمه الله من الدعاة المعروفين، وله عناية كبيرة بتفسير القرآن، وفد إلى المملكة قبل أربعين عامًا، ودرّس في معهد الرياض، وكلية الشريعة بجامعة الإمام\".

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;