شبهة أن السلف كانوا على طريقة التأويل في الصفات
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 104 قراءة
من أهم الشبه العقدية المعاصرة التي يدندن بها الأشاعرة الزعم بأن السلف الصالح -رضوان الله عليهم - كانوا على طريقة التأويل في نصوص الصفات.
وهم في ذلك يأتون بنقولات عن بعض أئمة السلف ظاهرها التأويل، ترويجًا لمذهبهم وتمريرًا لباطلهم.
ومن الأمثلة التي أوردوها عن تأويلات السلف:
1/ زعمهم أن ابن عباس - رضي الله عنهما - تأول الكرسي بأنه العلم.
2/ زعمهم أن الإمام البخاري – رحمه الله – تأول صفة الضحك بأنه الرحمة.
والرد على شبهتهم هذه إجمالا من وجهين :
الأول: عدم ثبوت التأويل عمن نقلوا عنه؛ إما لكونه لا أصل له، أو لضعف سنده، أو معارضته لما هو أصح وأشهر من كلامه .
الثاني: أنه في غير موضعه؛ كأن يكون في غير نصوص الصفات، أو فيما اختُلِف في كونه من نصوص الصفات.
أما الرد التفصيلي فهو على النحو التالي:
1/ زعمهم أن ابن عباس - رضي الله عنهما - تأول الكرسي بأنه العلم، فهذا لا يصح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ لأنه جاء من طريق جعفر الأحمر، وهو مردود عند علماء الجرح والتعديل مُتكلَّمٌ فيه، وإنما المشهور عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره. (تفسير ابن كثير: 1/519).
2/ زعمهم أن الإمام البخاري – رحمه الله – تأول صفة الضحك بأنه الرحمة، وهذا الكلام نقله الحافظ ابن حجر عن الخطابي - رحمه الله -، وهو قول غير صحيح؛ فلم يثبت عن البخاري ذلك.
وقد قال الحافظ - رحمه الله - على حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في ضحك الله من كتاب التفسير: \"قال الخطابي: وقال أبوعبدالله: معنى الضحك هنا الرحمة. قلتُ - أي ابن حجر -: ولم أرَ ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري\".
وأما ما نقله البيهقي في الأسماء والصفات فليس بمتصل، فعلى هذا لا تثبت نسبة هذا الأمر للإمام البخاري - رحمه الله -.
وهذه بعض الأثار التي تدل على أن السلف – رحمهم الله - كانوا يثبتون الصفات:
1/ قول البخاري في آخر صحيحه في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى }وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ{ [هود: 7]: قال مجاهد: استوى: علا على العرش. (البخاري: 9/124).
2/ قول الإمام الترمذي لما روى حديث أبي هريرة \"إنَّ اللهَ يقبلُ الصدقةَ، ويأخذُها بيمينِه، فيُرَبِّيها لِأَحَدِكم، كما يُرَبِّي أحدُكم مُهْرَه\"(سنن الترمذي: 662): \"هذا حديث صحيح روي عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف هذا. (سنن الترمذي: 2/43).
3/ قول ابن جرير الطبري في تفسيره، وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: }ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ{ [البقرة: 29] علا عليهن وارتفع، فدبّـرهن بقدرته، وخلقهن سبع سماوات. (تفسير الطبري: 1/430).
4/ روى البيهقي في الأسماء والصفات قول إسحاق بن راهويه: جمعني وهذا المبتدع -يعني إبراهيم بن أبي صالح - مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النـزول فسردتها. قال ابن أبي صالح: كفرت برب ينـزل من سماء إلى سماء. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء\". (الأسماء والصفات للبيهقي: 2/375)
فهذه الآثار وغيرها تؤكد أن السلف الصالح - رضوان الله عليهم - كانوا يثبتون الصفات دون تفويض معناها، على خلاف ما يحاول الأشاعرة الترويج له.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق