logo

بدعة الحُزن والنَّوح يوم عاشوراء

بدعة الحُزن والنَّوح يوم عاشوراء

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 46 قراءة

في اليوم العاشر من شهر محرم - وهو اليوم الذي عرف بـ \"عاشوراء\" - أكرم الله سبحانه وتعالى الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - بالشهادة، وذلك سنة 61هـ، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته، وأعلى درجته، فإنه هو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة.

 وقد أوجد ذلك شرًّا بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية، من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.

وهذه الطائفة هم الرافضة: الذين اشتهروا دون غيرهم من الطوائف بسبِّ الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ولعنهما وبغضهما وتكفيرهما - والعياذ بالله.

الرد على هذه البدعة:

 وما تحدثه هذه الفئات مخالف لشرع الله؛ فالذي أمر به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في المصيبة - إن كانت جديدة - إنَّما هو الصبر، والاسترجاع والاحتساب، كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{  [البقرة: 155-157].

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: \"ليس مِنَّا من لطمَ الخدودَ، وشَقَّ الجيوبَ، ودعا بدَعْوَى الجاهليَّةِ\". (البخاري: 1294، واللفظ له، ومسلم: 103)

ولما وَجَعَ أبو موسى وجعًا، فغُشِيَ عليهِ، ورأسُهُ في حِجْرِ امرأةٍ من أهلِهِ، فلم يستطع أن يَرُدَّ عليها شيئًا، فلمَّا أفاقَ قال: أنا بريءٌ ممَّن بَرِىءَ منهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بَرِيءَ من الصالقَةِ، والحالقَةِ ، والشَّاقَّةِ.

(البخاري: 1296، واللفظ له، ومسلم: 104)

 وقال صلى الله عليه وسلم: «أربعٌ في أمَّتي من أمرِ الجاهليَّةِ، لا يتركونهنَّ: الفخرُ في الأحسابِ، والطَّعنُ في الأنسابِ، والاستسقاءُ بالنُّجومِ، والنِّياحةُ. وقال:النَّائحةُ إذا لم تتُبْ قبل موتِها، تُقامُ يومَ القيامةِ وعليها سِربالٌ من قَطِرانٍ، ودِرعٌ من جربٍ». (مسلم: 934)

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مُسلِمٍ يُصابُ بِمصيبةٍ فيفزَعُ إلى ما أمرَ اللَّهُ بِه من قولِه إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إليهِ راجِعونَ اللَّهمَّ عندَك احتسبتُ مُصيبتي فأجِرني فيها وعوِّضني مِنها إلَّا آجرَه اللَّهُ عليها وعاضَه خَيرًا منها». (صحيح ابن ماجه: 1309)

 فكيف إذا انضم إلى ذلك ظلم المؤمنين، ولعنهم وسبهم، وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

 \"وصار الشيطان بسبب قتل الحسين - رضي الله عنه - يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سن ذلك، فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبًا ولا مستحبًا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة، من أعظم ما حرمه الله ورسوله\".

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;