logo

شُبهة تكفير العصاة بارتكاب الكبائر (2)

شُبهة تكفير العصاة بارتكاب الكبائر (2)

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 47 قراءة

القسم الثاني: أدلة تنفي دخول أصحاب المعاصي الجنة

من أدلة الخوارج في تكفير العُصاة الأحاديث التي تنفي دخولهم الجنة، منها:

1/ قوله صلى الله عليه وسلم: \"لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحمٍ\" (مسلم:2556).

 2/ قوله صلى الله عليه وسلم: \"لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ\" (مسلم:105).

 3/ قوله صلى الله عليه وسلم: \"لا يَدخُلُ الجنَّةَ مَن لا يَأمَنُ جارُه بوائقَه\" (مسلم:46).

 4/ قوله صلى الله عليه وسلم: \"لا يدخلُ الجنَّةَ من كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ\" (مسلم:91).

ووجه استدلالهم أن الحكم بعدم دخول الجنة إنما هو للكفار، وهؤلاء لايدخلون الجنة، فهم كفار أيضًا.

الرد على ما ذكروه من أدلة في هذا القسم على النحو التالي:

1/ هذه النصوص التي أوردها في معرض الاستدلال على عدم دخول بعض أصحاب المعاصي الجنة، ليست صريحة في كفرهم، وخروجهم عن الإسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: إنهم لن يدخلوا الجنة مطلقًا.

 بل يحتمل كلامه أنهم لن يدخلوها مع أوائل الداخلين، بل سيدخلونها متأخرين عن غيرهم؟ ويحتمل أنهم سيدخلونها بعد عقوبة وعذاب؟ كل هذه الاحتمالات واردة.

قال الإمام النووي: \"الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخل الجنة دون مجازاة إن جازاه، وقيل: هذا جزاؤه لو جازاه وقد يتكرم بأنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة، إما أولًا، وإما ثانيًا، بعد تعذيب أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها، وقيل: لا يدخلها مع المتقين أول وهلة\" (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج :2/91).

 2/ الذي يرجح أحد هذه الاحتمالات هو النظر في الأدلة الأخرى، والتي دلت على أنه لن يخلد في النار موحد كما في أحاديث الشفاعة. وعليه يجب حمل هذا القسم من الأدلة على غيرها من الأدلة المصرحة بخروج الموحدين من النار.

3/ هناك محملًا آخر يمكن حمل كل تلك الأدلة عليه، وهو بتضمين معنى الاستحلال فيها، فيكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع رحم، أي: لا يدخل الجنة من استحل قطيعة الرحم، ولا يدخل الجنة من استحل النميمة، ولا يدخل الجنة من استحل أذية جاره، ولا يدخل الجنة من استحل الكبر وهكذا، فيتعلق الحكم بعدم دخول الجنة مطلقًا لمن استحل معلومًا من الدين بالضرورة لأنه بذلك يكون كافرًا لتكذيبه الله في حكمه.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;