logo

شبهة مَن أدى بعض واجبات الدين لا يكون كافرًا ولو أتى بما ينافي التوحيد

شبهة مَن أدى بعض واجبات الدين لا يكون كافرًا ولو أتى بما ينافي التوحيد

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 119 قراءة

أصل الشبهة:

إن الذين نزل فيهم القرآن كانوا كفارًا لا يشهدون أن لا إله إلا الله، ويكذِّبون الرسول، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن، ويدعون أنه سحر، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ونصدِّق بالقرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي، ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

1ـ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150 – 151].

فالله عز وجل قد صرح في كتابه أنَّ مَنْ آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقًا، وأنه يستحق ما ذكر.

2ـ قال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} [التوبة: 74].

 فالله عز وجل كفَّرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجاهدون معه، ويصلون، ويزكون، ويحجون، ويوحدون.

 قال الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 - 66].

 فهؤلاء الذين صرح الله فيهم أنهم كفروا بعد إيمانهم - وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك - قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح.

4ـ لا خلاف بين العلماء أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن، وجحد بعضه، كمن أقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة، أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة، أو أقرَّ بهذا كله وجحد الصوم، أو أقر بهذا كله وجحد الحج. ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج أنزل الله في حقهم {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97].

5ـ إذا كان الأولون لم يكفروا إلا لأنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن وإنكار البعث وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكره العلماء \"باب حكم المرتد\"، وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا أنواعًا كثيرة، كل نوع منها يكفر مرتكبه.

6ـ معلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج فكيف إذا جحد الإنسان شيئًا من أمور الدين كفر، ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟!   

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حَنِيفَة، وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويؤذنون، ويصلون، فإذا كان من زعم أنه النبي كفر، وحل ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان، ولا الصلاة، فكيف بمن أشرك بالله عز وجل وجعل له أندادًا؟!

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;